سجلوا عندكم

جوزف ستالين والحرب العالمية الثانية (3)

Views: 181

د. إيلي جرجي الياس

 

*الحلقة 15 من سلسلة القيادات الروسيّة والسوفياتيّة 1900-2022، رؤية تحليليّة واستراتيجيّة!!

 

أثّرت الحرب العالمية الثانية كثيراً على شخصية الزعيم جوزف ستالين، فاعتصم بالصلابة السياسية والحكمة العسكرية والرؤية الاستخبارية، في مواجهة الأزمات المتتالية على جميع المستويات.

لقد هال الرفيق ستالين حجم الدمار الذي سبّبه الألمان أثناء غزو الأراضي السوفياتية، وانتشار الموت بشكل مرعب، فكانت ردّة فعله جازمة وصارمة، “فحقد الاتحاد السوفياتي أضخم من أن يجارى، وثأر جوزف ستالين أشدّ من أن يدارى! لن يرتاح ستالين، إلّا وقد دمّرت برلين…(“د. إيلي جرجي الياس، أدولف هتلر وإيفا براون من برلين إلى الأرجنتين حبّ أقوى من الحرب، دار سائر المشرق، 2019، ص 87).

 

كان هدف ستالين تأمين مصالح الاتّحاد السوفياتي، وتحفيز دعم الجماهير السوفياتية لقيادته، ولو عبر المواجهة الشاملة، فانطلقت الحرب الباردة بمواجهة الأميركيين وحلفائهم، على أنقاض الحرب العالمية الثانية ضدّ النازيين وحلفائهم…

 “كان سلوك السوفيات عدائياً وعنيفاً، ضد الألمان والنازيين وحلفاء الألمان،  وضد الجميع تقريباً،  مبررين ذلك بشراسة الهجوم الألماني والاحتلال النازي للأراضي السوفياتية ومعاملتهم القاسية للشعب السوفياتي،  وكأن ذلك يبرر ردّة فعل السوفيات القوية…(” د. إيلي جرجي الياس، الدولة النازية في آميركا الجنوبية مفاجأت هائلة في الأشهر الأخيرة للحرب العالمية الثانية،  دار سائر المشرق، 2020، ص37).

 

غريب أمر ستالين… يطلق الرعب العظيم قبل الحرب العالمية الثانية فلا يترك للألمان فرصة إيجاد قادة متعاونين إذا تقدّموا يوماً نحو موسكو،  يوالي هتلر ويتّفق معه عشيّة الحرب ويدير له ظهره مطمئناً فتزداد جرأة الفوهرر دون حدود، يترك الألمان يحتفلون بانتصاراتهم الكبرى ليكون للثأر السوفياتي أن يتمدّد،  يحرق برلين وعلى أنقاضها يطلق الحرب الباردة نحو الأميركيين ونيران الحرب العالمية الثانية لم تخمد بعد…

 ستالين خير من يجيد وهب الاتّحاد السوفياتي، الدور والهويّة…

 

***

* د. إيلي جرجي الياس، كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *