ميتافور

Views: 164

أمير الغزل  –  نبيل معوض

كانت عيناها دائمة النعاس ، في سكينة غريبه ، وكأنها صفحة بحيرة تجمد سطحها وما زالت شفافة بحيث يمكنك أن ترى عمقها، أو واجهة زجاجية لحوض أسماك يسهل عليك رؤية  الأسماك تروح وتجيء بداخله.

كنت ترى خلف عينيها حاجتها للإستكشاف والمغامرة  ، وحاجتها للحنان والحب والأمان وتشعر بذكائها رغم انعدام الخبرة لفتاة مراهقة لم تكمل التاسعة عشرة من عمرها ، وكنت سبيلها إلى المغامرة التي تبحث عنها وخشبة خلاصها. 

أما شفتاها فقد كانتا كأعمى يحمل عصا ويمشي بجانب الطريق ، يحرك عصاه يمينا ويسارا فتضرب بالمارة حينا وبالسيارات أحيانا ، كانت شفتاها تشبه ديكا جائعا ينقض على القمح المنثور للتو أمامه فلا يعرف من أين يبدأ ، وحين تغمض عينيها تقع العصا من يد الأعمى وتتوه شفتاها فوق ركامي وتصطدم بأنفي ، بأذني وبعنقي وأطرافي كسكير يدخل منزله المظلم بعد منتصف الليل ويصطدم مهرولا في كل محتويات المنزل واثاثه قبل أن يصل إلى سريره ويرمي نفسه فوقه …

تلك الفتاة طواها النسيان وعلا الغبار ذكراها لكنني لم أنس  أنني كنت سريرها إلى حين وخشبة خلاصها المؤقتة .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *