عرض مقتضب وشامل حول الكرملين 1900-2022

Views: 140

د. إيلي جرجي الياس

 

*الحلقة 25 من سلسلة القيادات الروسيّة والسوفياتيّة 1900-2022، رؤية تحليليّة واستراتيجيّة!!

 

توفي ميخائيل غورباتشيف آخر رئيس للاتّحاد السوفياتي، عن عمر قارب 91 عاماً، يوم الثلاثاء 30 آب 2022، في المستشفى المركزيّ العياديّ التابع للرئاسة الروسية.

غورباتشيف المولود من عائلة ذات أصول روسية وأوكرانية سنة 1931 في جنوب روسيا، أصبح أميناً عاماً للجنة المركزية للحزب الشيوعي عام 1985.

 

أكبر عملية إصلاح

حاول باذلاً قصارى جهده تنفيذ برنامج البيرسترويكا، أي أكبر عملية إصلاح سياسية واقتصادية في تاريخ الاتحاد السوفياتي، لكنّه لم يستطع استيعاب حجم التغييرات في الاتّحاد السوفياتي، ممّا أدى إلى انهياره عقب سلسلة من الأخطاء والخطايا.

حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1990.

 اضطر غورباتشيف في النهاية إلى الاستقالة يوم 25 كانون الأوّل 1991، معلناً سقوط الاتّحاد السوفياتي بالفعل.

وقد أعرب الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين عن خالص التعازي لوفاة الزعيم السوفياتيّ السابق. أمّا الرئيس الأميركيّ جو بايدن فأبدى أسفه لوفاة غورباتشيف، منوّهاً بـ “قائد نادر ساهم في جعل العالم أكثر أماناً”.

 

عرض مقتضب وشامل

وفي هذا السياق، لا بدّ لعرض مقتضب وشامل حول الكرملين 1900 – 2022:

“يقف قيصر روسيا الحديثة، القيصر الرمز، والرئيس الداهية، والقائد المخضرم، و السياسيّ البارع، فلاديمير بوتين، في قلب الكرملين في قلب موسكو في قلب الاتحاد الروسيّ، متأمّلاً في هذا التاريخ العظيم، الذي أحسن أخذ العبر منه، أكثر من سواه، محلّلاً مرحلة حكم سلفه بوريس يالتسن بسلبيّاتها السياسية والاقتصادية الحادّة وببعض إيجابياتها وأهمّها على الإطلاق اختيار يالتسن له كوريث سياسيّ، متفاهماً مع كوكبة من رجاله الأوفياء كالرئيس ديمتري ميدفيديف، متفادياً هفوات كونستانتان تشيرنينكو القيادية، وأخطاء نيكيتا خروتشيف الاستخبارية، وخطايا ميخائيل غورباتشيف السياسية، مستفيداً من حكمة ليونيد بريجنيف وشراسته ودهاء يوري أندروبوف وصلابته…

 

رؤية عميقة

 ولكن أبعد من ذلك، كانت رؤية بوتين عميقة لمسار الثورة الروسية، لا هكذا ينتهي التاريخ القيصريّ المديد بجريمة قتل العائلة القيصرية وإحراج الكنيسة الأرثوذكسية الامّ، ولقد ضاعت منجزات الثورة بين تسرّع جورجي لفوف، وتلكؤ ألكسندر كيرنسكي متفاهماً سرّاً مع لينين، وعفوية ملهم الثورة فلاديمير لينين حتّى درجة الفوضوية، وبعد منظّرها الأكبر ليون تروتسكي عن نبض الشارع والشعب، وميل الزعيم الكبير جوزف ستالين إلى التوتاليتارية والاستبداد والرعب الكبير، إلّا أنّه حافظ على مركزية الدولة وحضورها القويّ، واستطاع الصمود حتّى النصر بوجه رجل الحرب الأوّل أدولف هتلر… فلاديمير بوتين، من خلال الأبعاد التاريخية لخطاباته، قارئ مثقّف وعريق وبارع للتاريخ الروسيّ العظيم…

 

إضاءات تاريخية ومفاجآت بحثية

وبعد، في جوانب هذه الدراسة الشاملة عن مرحلة الثورة الروسية وما سبقها وتلاها مباشرةً، إضاءات تاريخية وعلامات جيوستراتيجية ومفاجآت بحثية، لعلّها تبدّد بعض الغموض عن مرحلة مركزية في التاريخ الروسيّ الحديث والمُعاصر… أبرزها على الإطلاق توثيق مدى العلاقات الشخصية والاجتماعية والسياسية بين كوكبة من قادة هذه المرحلة الانتقالية: القيصر المنهك والأخير نيكولا الثاني، والمستشار الغامض والخطير غريغوري راسبوتين، والقائد الحذر والخبير ألكسندر كيرنسكي، والقائد الملهم والشهير فلاديمير لينين، والمنظّر الطموح والكبير ليون تروتسكي، والزعيم المستبدّ والقدير جوزف ستالين…”

 

(من مقالتي العلمية: الكرملين، من القيصر وكيرنسكي وراسبوتين، إلى تروتسكي ولينين وستالين: سلسلة من الأسرار والأحداث والمفاجأت!!، الدراسات الأمنية، مجلة فصلية محكمة، تصدر عن الأمن، العدد 91، تموز 2022، ص 101).

***

* د. إيلي جرجي الياس، كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *