سقوط البوابات

Views: 332

جان توما

وأنت تقلّب صفحات التاريخ، فيما تتنفل عبر أزقة تشبه آلة الزمن، تطلّ عليك وجوه الذين مرّوا من هنا، وتركوا آثارهم لنعمل على هدمها، وتحويلها إلى ركام. ما بالنا في مدينتنا طرابلس نمعن في خيانة تاريخها الحضاريّ والتاريخيّ والأثريّ؟

تعبر الحارات القديمة، فترى أهلها الطيّبين في عفويتهم، وحرارة استقبالهم وضيافتهم، فتحتار في كيفيّة العثور على جواب عن هويّة القادر على تحويل هذه الشرايين “الأحياء” إلى واحات سياحيّة، متّصلة ببعضها بعضا، لتغدو المدينة العتيقة مستقطبة للمهتمين والسائحين.

صباح هذا الأحد، وسحرًا جدًا، قصدنا مع الدكاترة: ماجد الدرويش، أحمد العلمي، باسم بخاش،  قلب المدينة، بدءا من خان العسكر ولوجًا إلى بركة الملاحة، فسوق الذهب، مرورًا بخان الخياطين، وبيت بربر آغا، ومسجد البرطاسي وسيدي عبد الواحد والدبها،وكنيستي مار نقولا وجرجس، بعد سقوط بوابات الحديد والحجّارين والنوري وغيرها، فردّتني زيارة الأبواب إلى باب الطفولة، يوم كنا نكرج إلى بركة الملاحة لكسوة الشتاء والمؤونة.

تغيّرت المداخل والقناطر والحارات، في غياب سياسة إنمائيّة سياحيّة خدماتيّة. تنام طرابلس على إرثها الثقافيّ العمرانيّ، من يفتح سدادة القمقم ليطلع ماردها ليحقّق أماني أهلها ويرفع عنها إهمالًا ما عاد يطاق ويحتمل؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *