“النور سيأتي… مُتأخّرًا” لعلي يونس: رواية نفس لم يُنصفها القدَر

Views: 116

صدرت عن  “دار ناريمان للنشر” رواية “النور سيأتي… متأخرًا” للكاتب علي يونس، تتمحور حول رحلة النفس البشرية واستئثارها بما ليس لها من حق، “فهي من ترافق الأفعال والنيات مع كل غفوة ضمير، وكأنها في عزلة سوداء تكاد تكون مقبرة للرحمة، إذ مرت في هذا الزمن جرائر عظيمة هتكت النفس البشرية، لأسباب معروفة وأخرى غيبها صوت الغفوة الرجيمة فيما نحن إلا ترابًا سنعود إليه بعد حين، وعلى غفلة نجد أن كل ما أودع من أعمالنا سيصبو في جحر وخندق عميق، وما هي إلا بضع خطوات وسنرمى بها… فلتكن صالح أعمالنا خيرًا في كسب لقاء شهي مع الله” (مقطع من الإهداء).

صدّر المؤلف روايته بالبداية التالية:

لم تبقَ من البداية طرق إذ كلها ضاعت.

ولم نجد في فقدانها مسلكًا لأن نتغيّر أو نغيّر فيمن حولنا…

وبداية الطريق يعني الغوص في ضياع عميق، ومعه تختفي الأحلام…

فأول الطريق في حياتنا هو ضوء القدر وليس بحلم نرسمه في المنام…

فأحلامنا ليست ملكنا، إنما ملكٌ للقدر.

لمحة عن الرواية

مرور الإنسان في الحياة رحلة قصيرة يضع فيها كل ما يعيشه، ذكرياته وأحلامه، طموحاته وأفكاره، طفولته وشبابه، وعمره يمضي دون أن يشعر بما تركه، وما قد ثقل به كاهله وكاهل من حوله عند التجرّد من الأحاسيس والمشاعر. وبدايته ليس أن يرى العالم، بل كيف يواجهه، وغالبًا ما تكون المواجهة نهاية البداية، فمواجهة الصراع النفسي والإنساني أصعب بداية مقدّرة للإنسان منذ ولادته، وترجمة المواجهة نادرًا ما تترك فرصة للنجاة.

بطل الرواية “ضياء”، شخصية محورية تجسّد خطوطًا مهمة في بناء مراحل الإنسان منذ طفولته حتى وصوله إلى المصير الأخير، إذ  تتناول في مضمون فكرتها حكاية فتى خلق مع قدر لم يكن منصَفًا، ولم يدرك الشعور إلا بصرخات تعيد إليه شريط المآسي بعد أن فقد كل شيء حتى نفسه، وذلك في إطار أحداث ومحطات مؤثرة جعلته مرات  يموت روحًا وأخرى يعيش جسدًا، فيمضيان على عجل، والنور الذي ابتغاه ما يزال قدومه متأخرًا. وتحاكي الرواية تجربة ضياء مع الحياة ومواجهته لواقعها المرّ، ورحلته في معركة التناقضات والصّراعات التي مضى بها فكرهها، وأخرى مضى يصنع بها فأحبها، كاشفة في أحداثها هيمنة الأب وظلمه لولده من الطفولة إلى الكِبر، فيما تبقى رغبة الابن إحياء النور-لمن كانوا-الطريق إليه.

علي عبد المطلب يونس

مواليد بعلبك عام 1994.

تخرج من الجامعة اللبنانية في كلية الإعلام.

 عمل في تحرير الأخبار في إذاعة الرسالة وجريدتي النهار والأنوار، وإعداد التقارير في قناة الإيمان.

عمل أستاذًا في اللغة العربية في ثانوية الكوثر.

باكورة مؤلفاته: “يراودني طيفها”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *