كاتبون وكاتبات في ربيعِ العمر يقطفونَ الإبداع بتوقيت لبنان 

Views: 445

علي عبد المطلب يونس 

لبنان الّذي يجسّده البعضُ في صورِ العتمة والظّلام ، أعادت وجوه شبابيّة إليه ضوءَ النهار فرممّت بعضًا من هيكله ، واستطاعت في كلمة حرّة مداها الإبداع جعلَ لبنان صورةً للحبّ والأمل . وهذا الوقعُ المميّز والحدثُ المهمّ  يبشّران في نهضةٍ أدبية وتحريضٍ ثقافيّ ، وقد يغدو هذا المشهدُ مُحفّزًا فيُلهمُ الناشئةُ صون الكتابِ الورقيّ وحمايته من ألسنةِ المواقد الإلكترونيّة.

صِغارُ العمر يصنعون البدايات 

إيمانًا بثقافة الحياة وإرادة القدر ما زلنا نتجرّع فلسفات عميقة من الشّعر والرواية والقصص، فنصطدمُ لمن نقرأ لهم  بتقاطعات إنسانية ،تجعلنا نستمدُّ من حيواتهم وصدماتهم شريانًا يفتح في طرق الهواجس نبضًا مثمرًا ، فإذا الشباب يومًا أراد الإبداع لا بدّ أن ينهلَ من إرث عمالقة الأدب، فنبحرُ شعرًا مع الشاعر شوقي بزيع ، نزار قباني ، ومحمود درويش ،ونتوه فلسفةً وأدبًا مع ميخائيل نعيمة، جبران خليل جبران ، زكريا تامر ، حنا مينا  ، وغيرهم الكثير ممّن جعلوا الكلمة في خلود . 

وحينما يحلّق صغار العمر في سماء هذه الإبداعات سيقطفون مواسمَ أجمل البدايات .   

وبمنْ يليقُ سواكم ؟ 

رغم المشاهد المأساويّة التّي نتلقفها يوميًّا في نشرات الأخبار والشّوارع ،هناك ما يفتح أملًا في عودةِ لبنان الثّقافة والحياة والجمال والإبداع ، فربّما يحتاجُ لبناننا أن نوليه اهتمامًا أكبر فنصدّره طيرًا فينيقيًّا إلى العالم ، فيصبح لبنان وحده الخبر وليست الأخبارُ فيه. 

فلا يليقُ بوطنٍ أن تقطنه مساحاتُ البؤس وهو آيةُ الحبّ والأمل ، ولا يجدي نفعًا الغوص في عشوائيات الطّوائف وهواجس التفرقة وظلٌّ جميلٌ يحنو من عتبةِ العتمةِ ،فيحطّم الخذلان .

ما يليقُ نشرهُ ، ضوءُ إبداعاتٍ أدبيّة لشبّان وشابّات غرّدوا خارجَ العتمةِ، عبرَ مجموعاتٍ متنوعةٍ من الشّعر والقصص والروايات ، والذين كان لهم الفضاء الكامل كي يحلّقوا داخله في دور نشرٍ مختلفة آمنت بكلمتهم  . 

وهم : الشاعر والصحافي نبيل مملوك ، الشاعر محمد فرحات ، الكاتبة زينب قصير ، الشاعرة زينة حمود ، الكاتبة ناريمان عقيل ، الكاتب محمد بحسون ، الكاتب علي يونس ، الشاعر علي حمود ، الكاتبة لودي شمس الدين ، الكاتبة مريانا حاطوم ، الكاتبة نور خليل، الكاتبة ملاك درويش ، وغيرهم 

وتمّ توقيع كتبهم في جناحات دور النشر الآتية : دار موزاييك ، دار زمكان ، دار البيان العربي ، دار ناريمان للطباعة والنشر ، دار الولاء لصناعة النشر .  

أناملٌ تلمعُ وكلماتٌ تُشرِقُ 

من هذه البقعة الجغرافيّة الضيّقة صورةُ واسعة بحجمِ الوطنِ، تُظهر الضّوءَ جيّدًا ، فلبنان الذي يغترف الثّقافة من المهد إلى اللّحد ومن كلّ جهات الحدود يحقُّ له أن يحتفيَ بصورةِ الشّباب الجديد ، والتي استطاعت ولو بعد حين تحطيم نمطية ” تبخّر الإبداع ” السّائدة هذا العصر ، وتعتبرُ هذه النمطية نقطةَ تحدٍ وانطلاق لهؤلاء الشّباب، الذين حجزوا مقاعدَ ثقافية مهمّة ، فصارت لغةُ المؤلّفَات خاصّتهمِ عبّارةٌ تنقلُ الشائك والسائدَ، فجُمعتا في غلافِ إبداعٍ مشترك وصورةٍ واحدةٍ . 

فتواقيعُ مؤلّفات الفئة الشّابة حدثٌ استطاع أن يحجز دورًا لا يستهانُ به في نقل ثقافة الضّوء ، والّتي تمهّدُ بدورها لإطلاقِ صدمةِ إنعاشٍ وعدوى إبداع لدى الجيل الجديد .

كما نال هؤلاء الكُتّاب في معرضِ بيروت بدورته الرابعة والستين صيتًا عظيمًا، كونهمِ الفئة التي كسّرت الخيال وتخطّت حدود الكلمات ، ويعتبرُ هذا الأمرُ جاذبًا لدى الأجيال القادمة في حمل القلم والكتاب ، وحقيقة مُطمئِنة تزرعُ الابتسامات عندَ قصدِ الزوّار للشراءِ أو الاستفسار .      

27- 12- 2022 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *