آلاء سيف الدين وماريا صليبا ويامن رضا بتقديم مارون الماحولي في “حبر أبيض”… أصواتٌ مختلفة وشعرية متمكنة

Views: 326

مردوك الشامي

يرتقُ الشّـعرُ كلّ الشّــقوق، ويردمُ الأخاديدَ والحفر، يمدّ حبال نجاةٍ بلا عدد لكل من يشـعرُ للحظةٍ أنه في البئر، أو دفعت به موجات اليأس العارماتِ إلى بحر بلا بوصلات.

ويكون الشّــعر الأبَ والأم والعائلة لكل الذين يشعرون باليتم والتّيــه..

هو ليس مجرد كلمات فصيحة أو محكية، مفتوحة على التنوع، أو مقفاة، منثورة أو موقعة على أوتار الأحاسيس ..

الشعر هو الشاعر، هو الحالة التي من بياض في زمنٍ أسود، وهو الحمامة التي حملت غصن الزيتون لتدل نوح الأسطورة على انتهاء الغرق.

 

البارحة مساءً اجتمعنا في “حبر أبيض” ، الطريق الخارجي أمام المقر غصّ بالسيارات التي اصطفت على الجانبين ..

والصالون الشتوي على رحابته احتشد بعشّاق البياض والقصيدة..

هذا الذي جاء حاملا زجاجات الانتشاء، وتلك التي حملت باقة الورد، وآخرون ضمّت أياديهم أطباق الحلوى والفاكهة، وأكياسَ قهوة…

الكل مشاركون في التحضير لرحلة مع الفرح ، الفرح بالشعر، وهل أجمل من الشعر ، حين يكون طوفا للناجين من البؤس.

السلطانة حنان فرفور، رحبت بالحاضرين باسم الملتقى وكعادتها حملت قلبها في الشفتين.

 

ومارون الماحولي قدم شعراء الأمسية بكلمات مختزلة، لكنها عميقة الدلالات، تضمنت البوصلة والتوجيه والأمل بسطوع أكثر..

وعلى منبر الشعر تعاقب الشعراء ..

آلاء سيف الدين، القادمة من الحقوق ، وبحضور جميل قالت الكثير من الشعر المحكي العذب، قالت عن المرأة، وعن الحب والحياة.. لغة فيها شفافية وموسقة..

 

وماريا صليبا تنوّعت موضوعاتٍ وأفكاراً، وقدمت قصائد محكية فيها الحداثة والمعاصرة واللغة الجديدة ، التي تؤكد أن الشعر غير خاضعٍ للقوننة والأشكال، الشعر في خلايا الشاعر، وحين تكون خلاياه متدفقة بالمعنى والألق، تكون القصيدة كذلك.

يامن رضا ، بطوله السامق، وقبعته الطريفة، قال الكثير من الجمال، والشعرية العالية ، وليامن صوته الخاص، وبصمته المشرقة في المحكية .

 

جمهور الأمسية الذي ضاق به المكان، تفاعل مع فرسانها، طلباً للإعادة، وتصفيقاً وكلمات إعجاب ..

عماد  قاروط القادم من سويسرا في زيارة خاطفة، أتحفنا بقصيدة فيها الصدق والصفع لواقع الحال..

انتهت الأمسية هنا، وأطفأ العزيزان إكمال سيف الدين ومحمد علي رضى عمرو ، كاميرات النقل المباشر..

لتبدأ أمسية ثانية.. كما هي العادة في “حبر أبيض..

تناقل الحضور الميكرفون، واكتمل المساء الحميم شعرا ومغنى..

 

قرأ غالبية الأصدقاء نتاجهم الجديد ، روبي نون، رولا ماجد، وسام كمال الدين، لوركا سبيتي، د. عماد الدين طه،أسيل سقلاوي،  حنان فرفور،واستمعنا بشغف وحب لغناء لوركا، وهبة عمران، ولمى شربتجي .. وأضاف للسهرة جوّا من الطرافة والمتعة والد الشاعرة ماريا نبيل صليبا بزجلياته الفطرية .

سهرة شاعرية بامتياز، لم يكن الشعر وحده البطل فيها، ولا الشعراء، الجميع تقاسموا البطولة.. وكعادته يشرق الحبر الأبيض في مساءات الخراب، ليرمم بالحبر واقعَ الهذيان.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *