في ديوانية كمال الصليبي(Ⅸ)…  بين  التاريخ والسياسة والطائفية والنكايات

Views: 23

سليمان بختي

كان كمال الصليبي في ديوانيته يرتدي غالبا العباءة البنية والمقصبة باللون الذهبي ويجلس في زاوية الصالون وكلما دخل احد الاصدقاء الى مكانه وسلَم عليه كان يجيب بكلمة:”اهلين” يقولها مفخمة وممدودة وبقرار عميق.

كمال الصليبي

 

ذكّره الدكتور مارون كسرواني بالسنة التي غادر فيها لبنان عام 1986 وبادره محمود شريح هل تعرضت بالفعل الى تهديد؟ قال:” في تلك الفترة ازدادت وتيرة العنف في البلاد وساءت الاحوال بحيث لم يعد العيش فيها آمنا لي، فنصحني رئيس الوزراء رشيد كرامي والوزير منير ابو فاضل وصديقي وزميلي السابق الرئيس سليم الحص وكذلك آخرون ان اغادر المنطقة الغربية من المدينة ولا اعود اليها الى ان يدخلها الجيش السوري لاعادة ضبط الاوضاع فيها. ولم تكن لدي رغبة بان انتقل الى بيروت الشرقية لعدم اقتناعي بالموقف السياسي الذي تمثله. فقررت الانتقال الى عمان(اوصلني مرافقو الرئيس الحص الى الطائرة على مدرج المطار يسيارته المصفحة وبقوا معي في الطائرة حتى موعد اقلاعها).

 

سألته: هل حاولت الاحزاب اللبنانية استمالتك الى موقفها؟ قال:” كلهم حاولوا. القوميون السوريون والقوميون العرب والقوميون اللبنانيون والشيوعيون والاشتراكيون. ولكني املك قناعة الباحث والمؤرخ.  احترم الحوار الفكري والتاريخي المعمق الذي جرى بيني وبين انعام رعد (1998-1923) (رئيس الحزب السوري التقدمي الاجتماعي زمن الحرب). (www.curlygirldesign.com)   والواقع انه اذا تعاطف الانسان مع الحدث اليومي والسياسي ومن كتابة التاريخ فلا تأثير من هذه الناحية. واذا اردت ان تعرف من تجربتي الشخصية فان مواقفي في السياسة هي غير ما كتبت، وتصوري للتاريخ هو شيء آخر. وحين يفكر المرء سياسيا يختلف المنطق عنه في التفكير التاريخي. حياته الشخصية شيء والشخصية العامة شيء آخر. لنأخذ ابن خلدون مثلا فقد كان قاضيا وقاضيا مرتشيا اما ابن خلدون المفكر فأمر آخر”.

محمود شريح

 

قفز سؤال من احد الحاضرين اظنه نقولا حبيب… لماذا لا يتقدم الوضع في لبنان وهل مرد ذلك هو بسبب الطائفية؟ قال:” ان معظم اللبنانيين يساقون بالعواطف بدلا من العقل ولذلك لا يتقدمون. هناك شيء في لبنان اسمه “النكاية”. ولا شيء احب على المسيحيين من نكاية المسلمين والعكس بالعكس. اذ ان المسلمين في لبنان يطالبون بوحدة لا يريدونها في الواقع مع احد. لا مع سوريا ولا مع البلاد العربية. وما دافعهم لذلك الا نكاية بالمسيحيين”.

الرئيس سليم الحص

 

سألته: هل ان التاريخ يكتبه الاقوياء ويقرأه الضعفاء؟

قال:” الاقوياء لديهم شيء مهم في حياتهم. يريدون اعطاء صورة او تبرير او الكتابة عن حالهم. وماذا نفعل اذا قام السياسي وراح يبرر كل شيء ويقول انا اكتب للتاريخ ويذهب الى تقديم صورة عن نفسه على اكمل وجه. واحيانا لا يتقصّد الكذب بل التبرير، واذا كتب عنه شخص آخر فقد يكتشف نوايا اخفاها الكاتب عمدا، برأيي “التاريخ يكتبه المحايدون الذين ينزهون انفسهم عن الغرضية ظالمة ام مظلومة. التاريخ يصنعه الاقوياء ويكتبه الضعفاء”.

انعام رعد

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *