تأثير التكنولوجيا الرقميّة في اللّغة العربيّة

Views: 110

د.نديم منصوري*

يُمكن للتكنولوجيا الرقميّة أن تساعد في جعْلِ التنوّع الثقافيّ أكثر فعاليّة وأكثر عدلاً. ويُمكن للإنجازات الرقميّة أن تدعم جميع الاستراتيجيّات الصادرة عن الأُمم المتّحدة أو اليونسكو أو الدول أو المؤسّسات، وأن تُعجِّل في تحقيقها، وفي تهيئة الظروف المُلائمة لإقامة حوارٍ ما بين الثقافات والحضارات المتعدّدة، ولاسيّما المرتبطة بدعْمِ الهويّة الثقافيّة المرتبطة باللّغة الأمّ على وجه الخصوص. لكن يُمكن للتكنولوجيا الرقميّة أيضاً أن تُهدِّد هذا التنوُّع الثقافي وتؤثِّر في الهويّة واللّغة وتقلِّص فرصة حضور اللّغة الأمّ وتراجعها لمصلحة اللّغات العالَميّة المُسيطِرة.

أمام هذَيْن المَنحَيَيْن، في كيفيّة الاستفادة من مَنافع التكنولوجيا الرقميّة وكيفيّة احتواء مخاطرها، يتوجّه التفكير حول موقع اللّغة العربيّة في المُجتمع الرقمي، من حيث حجْم المحتوى، وماهيّته، ومضمونه، وفعاليّته، وقدرته على المُنافَسة بين لغات العالَم، وكذلك قدرة اللّغة العربيّة على مُواكبة العلوم الحديثة واستيعاب التحوّل الرقمي، إنتاجاً وترويجاً. فهل للّغة العربيّة القدرة على التنافُس مع اللّغات العالَميّة على مستوى المحتوى؟

أوّلاً- التنوّع الثقافيّ الرقميّ

في ظلّ انتشار التواصل الرقمي الكثيف، نلاحظ مدى حيازة مفهوم التنوّع الثقافي، بشكلٍ عام، على قدرٍ كبيرٍ من الاهتمام حول قضايا الهويّة واللّغة وتنمية مُجتمع المعرفة؛ حيث استطاعت العَولمةُ الاستفادةَ القصوى من تكنولوجيّات الإعلام والاتّصال الجديدة في تكريس أفكارها، وفي تشكيل خطرٍ حقيقي على التنوّع الثقافي. علماً أنّ هذه الوسائط نفسها هَيّأت الظروف المُلائمة لإقامةِ حوارٍ ما بين الثقافات والحضارات المتعدّدة.

وعليه، باتت المسؤوليّة على عاتق الحكومات في تعزيز التنوُّع الثقافي الرقمي والحفاظ على محتواه، حيث بات من المؤكّد أنّ احترام التنوّع الثقافي، ونشْر قيَم التسامُح والحوار والتعاون، هي الضمان الحقيقي للخصوصيّات الثقافيّة.

هذا ما دَفَعَ اليونسكو إلى إطلاقِ إعلانها العالمي بشأن التنوُّع الثقافي، وكذلك اتّفاقيّة حماية وتعزيز أشكال التعبير الثقافي في باريس في العام 2005، والذي يتماشى مع الأحكام المتعلّقة بالتنوّع الثقافي وممارسة الحقوق الثقافيّة الواردة في المواثيق الدوليّة التي أصدرتها اليونسكو سابقاً من بينها: اتّفاق فلورنسا لسنة 1950، وإعلان مبادئ التعاون الثقافي الدولي سنة 1966، والاتّفاقيّات الخاصّة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لسنة 1972، والتوصية الخاصّة بصون الثقافة التقليديّة الشعبيّة لسنة 1989.

إلّا أنّ ما يُميّز إعلان اليونسكو العالَمي بشأن التنوُّع الثقافي لسنة 2001، هو الإشارة إلى مدى ضرورة التعامُل مع الوسيط الرقمي، باعتباره وسيطاً مؤثّراً وُجِبَ استخدامه ليكون عنصراً مساعداً في تعزيز التنوّع الثقافي بوصفه تراثاً مُشتركاً للإنسانيّة، وحافزاً على الإبداع، وعلى تعزيز القدرات ونشْرها على المستوى الدولي. لذا أشار الإعلان إلى اتّخاذ خطواتٍ عدّة في هذا المجال، منها: محو الأميّة الرقميّة (الخطوة 9)، تعزيز التنوّع اللّغوي في المجال الرقمي (الخطوة 10)، التصدّي للفجوة الرقميّة في البلدان النامية (الخطوة 11) وغيرها.

كما استرعتْ مسألةُ التنوُّع الثقافي الرقمي اهتمامَ القائمين على إعداد مقرّرات القمّة العالَميّة لمُجتمع المعلومات؛ حيث أكَّد إعلانُ المبادئ الخاصّ بقمّة جنيف 2003 أنّ التنوّع الثقافي يُعدّ تراثاً مُشتركاً للإنسانيّة جمعاء، بحيث ينبغي إقامة مجتمع المعلومات على احترام الهويّة الثقافيّة والتنوُّع الثقافي واللّغوي والتقاليد والأديان، وأن يُعزِّز احترامَ هذه المفاهيم ويدعم الحوار بين الثقافات والحضارات.

لكنّنا عندما نُدقِّق في التواصل الثقافي الرقمي من ضمن المجال العربي، ستَظهر قضيّتَان أساسيّتَان تُشكّلان نقطةَ ضعفٍ في جعْلِ تفاعُل الثقافة العربيّة مع مثيلاتها تفاعُلاً مُتكافئاً هُما: موقع اللّغة العربيّة في عمليّة التواصل الرقمي عالميّاً، والمضمون الثقافي للمحتوى الرقمي العربي.

ثانياً- موقع اللّغة العربيّة وتنوّعها في المُجتمع الرقميّ

حقَّقت اللّغةُ العربيّة تقدّماً ملحوظاً بين اللّغات العالَميّة الأخرى في تقدّمها إلى المرتبة الرّابعة عالميّاً (بعد الإنكليزيّة، الصينيّة، الإسبانيّة)، من حيث عدد مُستخدميها على الشبكة (238 مليون مُستخدِم) بحسب موقع http://www.internetworldstats.com، ومن حيث تسجيلها أعلى نسبة نموّ بين الأعوام 2000 – 2020 في استخدام اللّغة العربيّة على الإنترنت بنسبة 9.348%. إلّا أنّ هذَيْن المؤشّرَيْن المهمَّيْن لم يُسهما في جعْلِ المحتوى الرقمي العربي مُنافِساً عالميّاً. إنّ اللّغة هي الوسيلة التي يتمّ من خلالها نشْرُ المعرفة والعلوم، وهي التي تُساعد في بناء مهارات التواصل الإنساني، وهي المرتكز الذي تُشتقّ عنه منظومة الثقافة التي تتضمّن الفكر والإبداع والابتكار والتربية والتراث والقيَم والعادات والمُعتقدات… وهي العامل المؤثِّر في عمليّة التواصُل الثقافي الرقمي الذي من خلالها يُمكن نقْل محتويات الثقافة العربيّة من علومٍ وفنونٍ وآدابٍ وابتكارات. إلّا أنّ المحتوى الرقمي العربي، وبحسب ما تشير إليه معظم التقديرات، يتراوح ما بين 3% إلى 12% مُقارنة بالمحتوى الرقمي العالمي، بحسب أدنى التقديرات وأعلاها. ويشكِّل ضعف المحتوى الرقمي العربي أحد أهمّ العوائق التي تُواجه بعض البلدان العربيّة في التحوُّل إلى مُجتمع المعرفة، حيث يصعب على المُستخدِم العربي النّفاذ إلى محتوىً رقميٍّ عربيٍّ يتّصف بالضعف، كمّاً ونَوعاً، مُقارنةً باللّغات العالَميّة الأخرى، ولاسيّما اللّغة الإنكليزيّة، ما يُسهم في جعْلِ الثقافة الوافدة مُهيمِنة ومتفوّقة، كونها تستطيع أن تمنح المُستخدِم في أيّ بلد في العالَم، ولأيّ ثقافة انتمى، المحتوى الذي يحتاجه.

من هذا المنطلق، تصبح اللّغة كعنصرٍ ثقافي أساسي، هي المرتكز الذي يسمح للتواصل الثقافي الرقمي أن يكون فاعِلاً ومُتكافئاً مع الثقافات الأخرى. وتُصبح الجهود في إثراء المحتوى الرقمي العربي، هي الطريق نحو التطوّر والمُنافَسة عالميّاً، وفي مواكبة الاقتصاد المعرفي وتحقيق التنمية المُستدامة.

إلّا أنّ المسألة لا تكمن حصراً في إثراء المحتوى الرقمي العربي، كمّاً ونوعاً، بل تطال أسئلة عن لغة المحتوى. هل يجب أن تقتصر صناعة المحتوى الرقمي العربي على اللّغة العربيّة فقط، أم يجب صناعته بالاعتماد على اللّغات الأخرى أيضاً؟

إنّ مسألة تنوّع المحتوى اللّغوي هي ضرورة وفق القمّة العالَميّة للمعلومات في العام 2003، وخصوصاً أنّ 74.1% من مُستخدِمي الإنترنت يتحدّثون لغاتٍ غير الإنكليزيّة، في حين أنّ نسبة مُستخدِمي الإنترنت النّاطقين باللّغة الإنكليزيّة تتراجع، مُقارنةً باللّغات الأخرى، وتسجِّل اللّغات مثل العربيّة تقدُّماً ملحوظاً في نِسَبِ استخدامها للإنترنت باللّغة العربيّة إلى 5.2% في العام 2020. الأمر الذي يفتح المجال في تعزيز المحتوى الرقمي باللّغة العربيّة، وكذلك بذْل الجهود في صناعة محتوىً عربي باللّغات غير العربيّة لتفعيل فُرص الحوار الثقافي، وتلبية متطلّبات الجاليات العربيّة المُنتشرة في العالَم.

وعليه لا بدّ من الأخذ بعَين الاعتبار أن يُراعي التواصلُ الثقافي الرقمي التنوّعَ الثقافي الكبير الموجود في البلدان العربيّة؛ حيث لا يُمكن صناعة محتوى رقمي عربي فاعل من دون الالتفات إلى الثقافات الأخرى، سواء أكانت محليّة (جماعات عرقيّة مثل الأرمن والبدو والأكراد) أم إقليميّة (إقليم حوض البحر المتوسّط، الثقافة الفارسيّة، الثقافة التركيّة، إقليم حوض النيل) أم عالَميّة (الثقافات العالَميّة المتنوّعة). لأنّ نقطة الانطلاق في تحقيق التنافُسيّة العالَميّة للمحتوى الرقمي العربي تنطلق من الإطار المحلّي، وتأكيد الهويّة العربيّة، واحترام الثقافات كافّة، لكي يتسنّى له القدرة على التنافُس مع المحتويات الرقميّة العالَميّة.

أمام هذا التنوّع الثقافي، تُصبح مسألة التواصل الثقافي الرقمي خطوةً استراتيجيّة مهمّة في نقل المحتوى الثقافي العربي رقميّاً، إلى جميع الثقافات المتفاعلة مع الثقافة العربيّة، بسبب مختلف الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة والدينيّة والعرقيّة… وعليه فإنّ الانطلاق من الإطار المحلّي إلى الإطار العالمي، يُساعد الثقافة العربيّة على صدّ الهجمات الثقافيّة العالَميّة التي تتعرّض لها، ومواجهة الصراع الحضاري بلغة العصر، وإبراز الهويّة العربيّة بما تحتويه من غنىً ثقافي مُتراكم في مختلف المجالات. الأمر الذي يفتح المجال أمام التبادُل الثقافي المُتوازن، بدلاً من عمليّة المُثاقَفة الآحاديّة الجانب، والمؤثّرة في الجماعات والأفراد، وفي تحويلهم إلى تابعين لثقافةٍ عالَميّة واحدة لا تشبههم ولا تعبِّر عن هويّتهم الخاصّة.

ثالثاً- المضمون الثقافيّ للمحتوى الرقميّ العربيّ

من المفيد قياس تفاعُل الجمهور العربي والتعرُّف إلى أنواع المواقع الإلكترونيّة التي يزورها أو يستهلكها، للكشف عن طبيعة اهتماماته الثقافيّة ومع أيّ مُنتَج ثقافي يتفاعل.

إذا ما حاولنا استعراض القائمة العالَميّة التي تعرض أوّل خمسين موقع يحوزون على اهتمامات المُستخدِمين في العالَم – من خلال المواقع العالَميّة التي تُصنَّف كأبرز المواقع ترتيباً مثل مواقع Similar web, Spyfu, Sperpstat, Ubersuggest أو غيرها، بعد توقّف موقع Alexa الشهير في أيّار/ مايو 2022 – لا يظهر أيّ موقع عربي في القائمة، على الرّغم من أنّ اللّغة العربيّة حازت على الترتيب الرّابع بين اللّغات في العالَم، كما ذكرنا سابقاً. ومن خلال التدقيق بهذه المواقع الخمسين، نجد 28 موقعاً باللّغة الإنكليزيّة، 5 مواقع باللّغة الصينيّة، 5 مواقع باللّغة الروسيّة، 3 مواقع باللّغة اليابانيّة، فضلاً عن موقعَيْن باللّغة الألمانيّة، وموقعَيْن باللّغة البرتغاليّة، و4 مواقع للأفلام الإباحيّة.

تشير المُعطيات التي بحثنا عنها في اهتمامات المُستخدِمين العرب، إلى أنّها تدور حول خمس قضايا أساسيّة هي: التواصُل، الأخبار، الرياضة، التسوُّق، الجنس.

وفي قراءة معمّقة يُمكننا استخلاص النتائج الآتية:

  • حضور ثقافي متداخل: ظهر في بعض البلدان العربيّة حضور بعض المواقع الإلكترونيّة العائدة لثقافاتٍ غير عربيّة بسبب وجود أصحابها في هذا البلد (أعراق، إثنيّات، جاليات..) جعلتها تصل إلى أحد المراتب العشر في ترتيب المواقع الأكثر حضوراً في ذاك البلد، مثل المواقع الهنديّة في البحرين والإمارات، والمواقع الكرديّة في العراق. هذا ما يؤكّد مسألة التنوّع الثقافي الذي ذكرناه سابقاً، وأنّ العمل على إيجاد المحتوى الرقمي العربي وبلغاتٍ متعدّدة، يفتح المجال ليكون التواصُل الثقافي الرقمي أكثر تناغُماً وفعاليّة، ويَجعل للمواقع الإلكترونيّة العربيّة حضوراً لدى الثقافات الأخرى التي تعيش حكماً في الوسط العربي.
  • التأثُّر الثقافي بالغرب: تتفوّق المواقع الإلكترونيّة العالَميّة على المواقع العائدة لكلّ بلد، ويظهر جليّاً أنّ اللّغة الإنكليزيّة هي اللّغة الأكثر تداولاً في عمليّات البحث في مختلف البلدان العربيّة من دون الاهتمام بالمحتوى الرقمي العربي الذي لا يظهر في ترتيب المواقع إلّا نادراً. إضافة إلى أنّ البُلدان المتأثِّرة بالثقافة الفرنسيّة يَظهر فيها النّطاق الفرنسي كدلالةٍ على حضور هذه الثقافة في أُطر بحثهم وفي قراءاتهم على حساب اللّغة العربيّة، ولا سيّما في المغرب والجزائر بشكلٍ خاصّ.
  • الاهتمام بالمواقع الإخباريّة: تظهر في مختلف البلدان العربيّة المواقع الإخباريّة، وهي تقريباً المواقع الوحيدة باللّغة العربيّة التي ظهرت في قائمة المواقع الإلكترونيّة العائدة لكلّ بلد. هذا ما يعكس اهتمام المُستخدِمين العرب بالقضايا الراهنة، ولاسيّما أنّ العالَم العربي يشهد أحداثاً سياسيّة متسارعة تدفع بأبناء الوطن العربي إلى متابعتها.
  • الاهتمام بالرياضة والجنس: من الاهتمامات البارزة التي تظهر في ترتيب القائمة الخمسين للمواقع الإلكترونيّة لكلِّ بلد، ثمّة المواقع الرياضيّة بشكلٍ لافت؛ حيث لم نجد أيّ بلد عربي لا يتضمّن الموقع الرياضي الشهير Kooora.com، وإن كان ضمن ترتيباتٍ مُتفاوتة، إلّا أنّ وجوده هو وغيره من المواقع، يؤكّد اهتمام الجمهور العربي بالرياضة بعامّة وبكرة القدم بخاصّة. وقد لاحظنا ذلك قبل مونديال قطر في العام الفائت 2022 وبعده.

من ناحيةٍ أخرى، يظهر اهتمامُ الجمهور العربي بالجنس بشكلٍ يتجاوز كلّ الترتيبات، مُقارَنةً بالاهتمام العالمي الذي يقع في معظم الأحيان في ترتيباتٍ هي متقدّمة أيضاً.

  • بروز مواقع عربيّة قويّة في الداخل، ضعيفة عالَميّاً: نلحظ في الآونة الأخيرة بروز بعض المواقع العربيّة على قائمة المواقع العشرة الأكثر رواجاً في كلّ بلد، إلّا أنّ حضورها يقتصر على كلّ بلد على حدى، ولم تستطع أن تتمدّد ليعمَّ تأثيرُها في البلدان العربيّة الأخرى، أو بلدان العالَم، سوى بنسبٍ ضئيلة؛ إلّا أنّه، وعلى الرّغم من تواضُع هذا التأثير، فإنّ الأمر يشكّل إيجابيّةً ما، بإمكانها أن تتوسّع مستقبلاً وتجعل من حضورها عاملاً أكثر تأثيراً وفعاليّة.
  • مّا بالنسبة إلى مدى اهتمام الجمهور العربي بتتبُّع المواقع العلميّة، فالمُفاجأة تكمن هنا بعدم اهتمامه بها، بخاصّة على المستوى الذي يوازي الاهتمامات السابقة التي ذكرناها، وأحياناً يكاد يكون اهتمام هذا الجمهور غير موجود أصلاً على قائمة أولويّاته!!

في الختام، لم تستطع الدول العربيّة استغلالَ تقدُّم اللّغة العربيّة الذي احتلّ الموقع الرّابع من ضمن ترتيب لغات العالَم، وعليه فإنّ بقاء المحتوى الرقمي العربي ضعيفاً وغير جاذب حتّى لمُجتمعاته، يُعرقِل بالتأكيد فُرص إبراز الهويّة العربيّة على حساب الثقافات الأخرى القادرة على جذْبِ المُستخدِمين، وجعْلهم تابعين لها.

كما أنّ بعض الخطوات التي تقوم بها بلدانٌ عربيّة بعَينها على صعيد المحتوى العربي، جيّد نسبيّاً، إلّا أنّ آليّاتها في ذلك تعاني من بطءٍ ملحوظ، مُقارَنةً بآليّات الدول الأخرى. ولأنّ ميزة هذا العصر هي السرعة، فإنّ فهْمَ أبعاد السرعة والقدرة على مواكبتها هُما عنصران أساسيّان لجعْلِ لغة الضادّ قادرة على إبراز الهويّة الثقافيّة لمُجتمعاتها وعلى النحو الذي تستحقّه، ويليق بها.

***

*أستاذ عِلم الاجتماع في الجامعة اللّبنانيّة

*مؤسسة الفكر العربي-نشرة أفق

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *