المعادلة التي تهاوت
خليل الخوري
لا يزال موقفا الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله يثيران الاهتمام الكبير والتفسيرات الكثيرة، متعدّدة الاتجاهات، ولكنهما لم يفتحا كوّةً على الضوء في نفق الاستحقاق الرئاسي المظلم. وبانتظار أن يبادر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى إعلان ترشحه رسمياً، خلال وقتٍ لا يبدو بعيداً، ستظل علامات الاستفهام مرتسمةً مع الكثير من التحليلات والاستنتاجات والتأويلات التي يشطح معظمها بعيداً، ويلامس قليلها الحقيقة.
وبين هذا القليل أن لا تسوية حتى الآن خصوصا في المعادلة الآتية: رئيس الجمهورية من فريق 8 آذار يرافقه (على امتداد سنوات العهد الستّ) رئيس للحكومة من فريق 14 آذار، ذلك لأنّ الفريقين لم يعودا موجودَين فعلياً إذ إن «وجودهما» يقتصر على عبارة ترد على لسان متكلّمٍ من هنا وفقرة في مقال كاتبٍ من هناك، ليس إلّا.
فأين فريق 14 آذار وعموده الفقري الرئيس سعد الحريري معلِّقٌ نشاطه السياسي الى أمدٍ غير محدَّد؟ وأين هذا الفريق ووليد جنبلاط تبرّأ منه وأقله اعتزله؟ أما اذا كان المقصود إن هذا الفريق وقف على أطراف مسيحية (القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وحركة الاستقلال والوطنيون الأحرار) فهذا شأن آخر.
وبالنسبة الى فريق 8 آذار فهو وقف على الثنائي الشيعي، لا سيما بعد الابتعاد المتمادي للتيار الوطني الحر عنه وهو أصلاً لم يكن في صلبه. والقومي السوري منقسم على ذاته وهو أصلاً لم يفز أي من مرشحيه في الانتخابات النيابية العامّة في شهر أيار من العام الماضي، وبالتالي ليس له حضور نيابي ليكون له دور في الاستحقاق الرئاسي. وهو ما ينطبق كذلك على حزب البعث (السوري)
وبالتالي فالمعادلة غير مستقيمة. وما يتردد حولها يؤكد العارفون أنه غير دقيق.
في هذا السياق يبرز، بعيداً عن الأضواء، اسم الرئيس تمام سلام، ابن البيت البيروتي العريق في لبنانيته وعروبته والعلاقات الوثقى التي نسجها المغفور له الرئيس صائب سلام، أبو تمّام، مع العالم العربي خصوصاً مع الرياض والقاهرة. ومع أن الرئيس تمّام يعرب عن عدم الرغبة في الكرسي الثالث، إلّا أنه قد لا يبقى متمسّكاً بالتمنع، وهو المقبول من سائر ألوان الطيف اللبناني، وقد سلّف المسيحيين كثيراً تحديداً في ترفعه عن خوض انتخابات 1992 تضامنا مع البطريرك الراحل المثلث الرحمة مار نصرالله صفير، وفي حرصه الأكيد على الميثاقية عندما كان رئيساً للحكومة ذات فراغ رئاسي.
