“عرفت أم لا” وقصة تعاون لم يثمر بين منصور رحباني وأم كلثوم

Views: 323

سليمان بختي

كيف طارت فرصة تعاون نادر وأثير رحباني – كلثومي؟ كيف راح علينا فن كثير؟

بعد حرب حزيران 1967 أقام الموسيقار محمد عبد الوهاب (1902-1991) في لبنان قرابة السنة ونصف السنة. وقد أنتج في تلك الفترة عملين غنائيين يستنهض  فيهما همة مصر والعرب بعد الهزيمة.

والعملان هما ” طول ما أملي معايا” 1967 غناء عبد الوهاب والمجموعة ومن كلمات محمد عبد الوهاب ومنصور رحباني وألحان محمد عبد الوهاب وتوزيع الأخوين رحباني. والثاني هو “سواعد من بلادي” 1967 غناء عبد الوهاب و المجموعة ومن كلمات وتوزيع الأخوين رحباني وألحان محمد عبد الوهاب.

سعى عبد الوهاب بعد نجاح أغنية ” هذه ليلتي” 1968 وهي من  كلمات الشاعر جورج جرداق ( 1931-2014) أن يكون هناك مشروع جديد هذه المرة يكون عماده كلمات وتوزيع الأخوين رحباني وألحان محمد الوهاب وغناء كوكب الشرق.

 

أحبت أم كلثوم (1898-1975) الفكرة وحمل إليها عبد الوهاب قصيدة من منصور الرحباني (1925-2009) بعنوان “عرفت أم لا” وفيها:” عرفت أم لا كل شيء زائل/ عيناك والأطفال والقوافل/ الزهر لا يرجع مرتين/ كذبت حين قلت مرتين/ وأنا يا قمر الفرار/ يا آتيا من سفر العينين/ خوفا على إسمك/ كتبته على كنيسة قديمة/ كتبته على سفر النبؤات/ على الإنجيل والأدعية الحميمة/ سافرت في تهدج الأصوات / في تضرع العجائز/ وفي صلاة البسطاء/ كتبته إسمك مرتين/ الزهر لا يرجع مرتين/ كذبت حين قلت مرتين/ جاؤوا من الظهيرة/ فدخلوا الكنيسة/ وركعوا وصلوا وقدموا نذورهم/ وأحرقوا البخور إلا أنا/ لا فضة لا ذهبا/ كان معي إسمك/ وضعته في علبة النذور/ عرفت أم لا كل شيء زائل / عيناك والأطفال والقوافل”. 

أعجبت القصيدة أم كلثوم ولكنها طلبت تعديلا في بعض الكلمات بحسب الباحث هشام مشرفية في كتابه “جسور القمر” (قيد الطبع) ورفض منصور رحباني أي تعديل أو تغيير في كلمات القصيدة. وبنتيجة ذلك طلبت أم كلثوم إلى منصور رحباني أن يكتب أو يعرض عليها قصيدة ثانية في موعد قريب. تغاضى منصور عن المشروع برمته وأجله مرارا. قال منصور رحباني في ما بعد إنه تغاضى عن المشروع برمته إلتزاما بفيروز وبفكر الأخوين رحباني. 

 

كانت تلك الفرصة واحدة من أقرب الفرص لنشهد تعاونا فنيا رفيع المستوى قل نظيره بين رمزي المدرسة المصرية والمدرسة اللبنانية في الغناء والموسيقى العربية. ولكن أين ذهبت القصيدة ومن غناها؟ بقيت القصيدة محفوطة في أوراق منصور لأكثر من 50 سنة.

في العام 2022 ظهرت القصيدة مجددا حين غنتها هبة طوجي من ألحان أسامة رحباني وكلمات الكبير منصور رحباني.

كيف تحط الأغاني وكيف تطير كأنها رفوف الأجنحة تخبط في هواء الزمن. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *