نَسِيمٌ وَعَوَاصِف!

Views: 282

 مُورِيس وَدِيع النَجَّار

غَفَلَ الفُؤَادُ، وفي الهَوَى قَد هاما،           عَن أَعيُنٍ مَلَأَت مَداهُ هُياما

فَإِذا الهُيامُ إِلى الأُوامِ(1) وُرُودُهُ(2)،           وإِذا الوُرُودُ(3) تَصَوَّحَت(4) أَكماما

أَفَأَنتَ تَأمَلُ مِ السَّحابَةِ رِفْدَها،              والرِّيحُ ذَرَّت في الجِواءِ غَماما!

وَرَمَت لِحاظٌ كَيدَها بِدَلالِها،                فَغَدا الدَّلالُ، بِما يَضُمُّ، سِهاما

فَإِذا اللَّيالِي لا يَطِيبُ لِقاؤُها،               وَنَأَى الَّذي في الأَمسِ كان وِئَاما

وإِذا الأَعاصِرُ تَستَبِيحُ خَمائِلَ     ــــــــــــــ      الوُدِّ الذَّبِيحِ فَتَستَحِيلُ حُطاما

أَسَفًا تَصِيرُ إِلى الهَباءِ سَوانِحٌ              مَلَأَت خَيالًا غامِرًا إِلهاما

ويَعُودُ فَجرٌ، بَعدَ إِطلالاتِهِ،                نُتَفًا مُمَزَّقَةَ الضِّيا، وظَلاما!

***

يَسرِي النَّسِيمُ، مُهَدهِدًا، فَاحذَر بِأَن         تَرتاحَ في لَمَساتِهِ، وتَناما

فَلَقَد تَهُبُّ عَواصِفٌ في إِثْرِهِ،               فَتُحِيلُ طِيبَ هُدُوئِهِ أَوهاما!

***

(1): الأُوام: العَطَشُ ودُوارُ الرَّأس

(2): الوُرُود: بُلُوغُ الماءِ لِلشُّرْب

(3): الوُرُود: الأَزهارُ المَعرُوفَة

(4): تَصَوَّحَت: ذَبُلَت

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *