“عمّتي” عبرت التلة العالية والحديقة الصامتة ولملمت الأشواك و… رحلت

Views: 273

سليمان بختي

عمتي فطمة(ام بدر) غادرت مكانها بعد ان واجهت كل ماسي الحياة بضحكة او ابتسامة.

كانت على حافة الحد بين الجد واللعب.

لم تر في الحياة ما يمكن ان يحرز ليتورط المرء فيه بالنكران او النفاق او الاغتياب. بل كانت الامور تجري كعاديات الدهر وبكل ناحية البراءة او نقاء القلب او بياض الروح.

ما اوجعها  الصبر ولا غربة الاولاد ولا فراق الاحبة قدر ما اوجعتها الحياة تشن ضرباتها على اصحاب القلوب الطيبة فيبتسمون تلك الابتسامة التي تقطر دمعا خالصا.

تلك الابتسامة التي لا نملك سوى ان نستسلم لها.

عمتي كانت بيرقا رافق ايامنا وسار امامنا مثل الطيف او الظل الاصيل الاليف.

رأيناها في اخر الايام لا تقوى على النطق وتخاف من عسف الايام وخواء الوحدة.

رأيناها تعبر التلة العالية والحديقة الصامتة وتلملم الاشواك حتى لا يتعثر احد او تاكله الغابة او تحرقه الجمرات.

وها انت في ايابك حرة مثل الصغار او الضعفاء او الودعاء.

كوني حاضرة دائما  بطيبتك وابنسامتك عندما نصل لنراك نحن الاحياء المؤقتين.

وداعا عمتي فطمة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *