رسالة من الفنان أسعد ( عبدالله حمصي) إلى بنت الحارس من سفر برلك….

Views: 479

جان توما

كتب “أسعد” إلى “عبلة”سفر برلك، و”نجمة” بنت الحارس، قائلا:

لا تفتحي شباك البيت، قررت أن أنام. سيعود “عبدو” من هجرته خلف البحر، وسيضجّ الوادي بصوت مزمار الفرح وإيقاعات الدفوف. اتركي الخاتم في إصبعك، فقد خطبتك العاصفة لمن حملته رياح الأشرعة بعيدًا عن، لكن قريبًا من.

يا فيروز الأيام، تركتُ بندقيتي معلًقة على الحيط العتيق في بيتنا القرميديّ في الضيعة. منذ أغلقوا البلديات، وصرفوا الحرّاس نزلتُ إلى مرفأ بيروت أنا ونصري شمس الدين لنعمل، لكن” نسم علينا الهوا من مفرق الوادي”، فعدنا كالصدى، كارتجاع مدى الصوت، الذي تَرَوْنَهُ كما كتب نزار، “في ضِحكةِ السَوَاقي، في رَفّةِ الفَراشةِ اللَّعوبِ، في البحرِ في تنفُّسِ المَرَاعي، وفي غِناءِ كلِّ عَندليبِ”.

ضعي قنديل الزيت المشتعلة فتيلته على عتبة البيت، كي أعبر مع شعاع النور بسكينة الساكنين، سالكًا الدرب من طرابلس إلى دور المسارح والتلفزيونات والإذاعات والسينما في لبنان، وبلاد العرب أوطاني.

ما عادت الدنيا تكفيني يا ” نجمة”. ضاقت حتى انفرجت في ليلة الأضحى. لعلّ وجع الناس يروح الليلة كما تروح رفوف طيور أيلول إلى أوكارها. خرج “أسعد” من تعرّجات طرابلس إلى ” ست الدنيا ببروت” فصبّحها بالخير، عسى أن ينال أهل البلد بركات تقيهم فجور الحروب، وتمتّن وحدتهم لحلول واثقة الخطوة، لا تنتهي صلاحيتها في حضور المصالح.

 يا “نجمة” بنت الحارس، حطّي الشال وتخبّي بجلباب الذكريات، خلّي العريشة تسكر بعتم الليل قبل ما يمرّوا خيّالة الرحيل، ويلملم تشرين “ورق الأصفر الطاير.. عالطرقات المهجورة، والناطر بعدو ناطر.. والصبية مقهورة بعيونك خبّيني.. قبل الشتي خبّيني، خبّيني تحت اللوز”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *