هل تُبعثُ الحياة في “كتاب طرابلس”/فتنبثق “جمعية أبناء طرابلس والجوار”؟!

Views: 497

د. مصطفى الحلوة

منذ أن أصدر شيخ الناشرين الأستاذ ناصر جرّوس كتاب “طرابلس في عيون أبنائها والجوار”، سال حبرٌ كثير حوله، وصدحت حناجر، ضجّت بها المنابر والمنتديات، بدءًا من إطلاقه في طرابلس من “مركز الصفدي الثقافي” (10شباط 2023)، مرورًا بزغرتا، في 17آذار 2023 “مركز مشروع أجيال”، وعبورًا إلى بيروت “جامعة القديس يوسف” (9 حزيران 2023). وقد كانت إشادات بالموضوعات، التي تمّ تحبيرها بأقلام خمسة وخمسين باحثًا وكاتبًا وفنّانًا، إلى مشتغلين بفنون معرفية شتّى. وقد رأى إليه الجميع أنه يُعيد إلى الذاكرة زمن طرابلس الجميل، بل زمن العلاقة الأخوية بين الفيحاء وسائر الأقضية الشمالية، وهي علاقة، ترقى إلى مئات السنين، مؤشّرة  على العيش الوطني الواحد!

وعن الدافع إلى إصدار هذا الكتاب ما أشار إليه الصديق جرّوس، في مقدمته، إذْ بادره أحد أصدقائه القدامى بالقول:”لماذا لا تُعدّ كتابًا عن طرابلس الزمن الجميل، طرابلس التي ضمّتنا في عزّ صبانا وأحلى أيام حياتنا؟ ألا يستحق أبناؤنا وأحفادنا أن يعرفوا شيئًا عن خصائص هذه المدينة ومزاياها ليحبّوها ويتعلّقوا بها، كما أحببناها وتعلّقنا بها؟”، فكان أن اختمرت الفكرة في رأسه،    ووجدت طريقها إلى التنفيذ.

واليوم، عزيزي ناصر، كي لا يبقى هذا السِفر الرائع مجرّد قنية جميلة أو تحفة طباعية نادرة، تُزيّن مكتباتنا، ونقف عبره على أطلال عيشنا الواحد المنقضي، الذي تكرّس بين طرابلس والمناطق المجاورة، لنا أن نتطارح السؤال الآتي: هل انتهت مهمتك والخمسة وخمسين، الذين دبّجوا مادة هذا الكتاب؟ أم أنّ ثمة مهمة تنتظرنا، فيكون انتقال من مرحلة التوصيف وتنشيط الذاكرة الجمعية إلى مرحلة الفعل الحقيقي؟ وبتعبير آخر، ألا ينبغي أن يُشكّل هذا الكتاب منطلقًا لإحياء الروابط بين طرابلس وجوارها، ولو بحدود متدرّجة، ولتعود الأمور سيرتَها الاولى؟

ومن الآخِر، وترجمةً عمليّةً لما نذهب إليه نقترح إنشاء جمعية، تحت مُسمّى “جمعية أبناء طرابلس والجوار”. وعلى أن يُشكّل الأستاذ جروس والـ 55 كاتبًا، وكل من كانت له يدٌ في هذا الكتاب، الهيئة العامة لهذه الجمعية. وإلى ذلك يتم تشكيل هيئة تأسيسيّة، تتقدّم بطلب علم وخبر من وزارة الداخلية لشرعنة الجمعية.

إنّ هذا الاقتراح، حال تنفيذه، بعد مناقشته، ينزاح بالكتاب من ماضٍ يتأبّد فيه إلى حاضر حيّ  ومستقبل يلوح في الأفق! على أنّ ما يدفعنا إلى طرح هذه المبادرة إيماننا بأنّ أي عمل فكري لا قيمة له ما لم يتمُّ توظيفه في الواقع المعيش.

..من موقعنا، كمشاركين في هذا الكتاب ببحث، عنوانُه: “طرابلس ممتدّة الأذرع، لا الرقعة الجغرافية المنغلقة على ذاتها”، ومن تجربتنا وانخراطنا في العمل العام ، نضع أنفسنا بتصرّف هذا المشروع العتيد..ويدُ الله مع الجماعة!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *