جحا ونحن والانتخابات الرئاسية اللبنانية

Views: 472

سليمان بختي 

هذه القصة عن جحا رواها الدكتور أنيس فريحة (1903-1993) في كتابه “سوانح من تحت الخروبة” (1988) بعنوان “جحا ونحن” وكان هدفه ، وكما يشي العنوان، أن يثبت أن جحا من عندنا من بلادنا ويحمل في جيناته وشطحاته ونهفاته ثقافتها ونفسيتها. وأن جحا يعيش فينا ولو غضب الغاضبون.

ماذا تقول قصة جحا:

” ضاق جحا ذرعا في أمر رزقه، فلبس لباس شيخ تقي ورع… وقبع في زاوية يتعبد بعيدا عن الناس. فجاءه الناس يتبركون بدعائه. وعندما استوثق منهم ، قال لهم:” ايتوني بصداقاتكم، فأتقرب بها الى الله، واصلي من اجلكم. فأتوه يوما يقولون: نريد المطر يا جحا، فقد طال انحباسه. قال : ومتى تريدون المطر؟ قال قوم نريده الآن، فقد هلك الزرع والضرع. وقال قوم نريده غدا، وآخرون بعد غد. قال لهم: الزموا بيوتكم، واذا اتفقتم على يوم عودوا إلي. قيل لجحا: قد يعودون، فماذا يكون موقفك اذا لم ينزل المطر؟ قال ظنك أنهم يتفقون؟ ان يتفقوا يكون الله سبحانه قد امطر الناس. 

لن يتفق النواب على اسم الرئيس. واذا اتفقوا يكون الله قد قضى أمرا كان مفعولا.

هل نتفق على أمر؟ اذا قال فريق هو أحمر، قال الفريق الآخر هوأبيض.

والناس في بلادنا يستعذبون “النكايات” والنكايات هي على وزن اللو والليت ويا ريت ” عمرا ما كانت تعمر بيت” . 

كان المؤرخ الراحل كمال الصليبي ( 1929-2011) يردد “النكايات تمزق اللباسات ولكن لا تعمر الأوطان”. متى يمطرنا الله برئيس غير شكل؟ وتتوقف جوقة المستفيدين من كسب العيش والثروات  من غفلة الناس وحماقاتهم ولامبالاتهم.

جحا منا ونحن خلقنا جحا ليمثلنا وهو يفعل ذلك على أكمل وجوه الحمق والغفلة والفطنة والبلاهة والنفاق. 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *