حكاية مقضومة

Views: 59

  غاده رسلان الشعراني

في القافية المنبوذة للعمر الشقي …

صادرت جدتي كل تاريخي المتجعد

لم تمنح جوفي سوى الكثير الكثير من النصائح

والقليل من الحب

فتحت قاموس قلبها المخدوش

ونذرت قرابينها

ولم يكفني ما مر بي

لم يكفني كل خللي كي أصقل وجه الزمن …

أما جدي فقد صادر قلبي

وانحنى أمام تجاعيد حظي

حط عقال نبضه سريعاً

كي يلحق بالركب الآتي من العثرات

خلدني في جعبة حماره الأبكم

وفي خفايا مغارته الظلماء

نقب عني كثيراً في خبايا قمحه الكامل

و ورود حقله البعيد …

فوجدني أبي العتيق العتيد

على قارعة معتركٍ فريد المزايا …

كان حظاً باهتاً ربما …

لكنه لم يعترف إلا بالنور اللامع في وجهها

وكانت سماءه

نعم …

أمي التي فاح من بريق عشقها لون البنفسج

وتراتيل الجوري …

لاحتْ من ثنايا روحها بقاياي

وأشعلتْ بي حرائق نبضها

صدحتْ عالياً

وأعلنتْ انتفاضتها الباذخة من بطن النواح

فألقت بي على ورق الداليات

وعلى أكف العناقيد المسكرة

سطرتني في كتاب بائد

وسكبتني رحيقاً مرّاً في طيف وحدتي …

أتوا بعدي كلهم

فنجوتُ بكل سواد السباق

وتركت لهم غيومهم

ذرفوا كل ينابيعهم قطرةً قطرة

وتسللت أنهارهم من براثن القدر

نقعوا مآقيهم بمكاحل النسيان

ثقبوا كواحل خطاهم الوئيدة

وغدوت العرجاء …

أما ذاك المتسرب من عيون التعب

فقد أسدل الستار ورحل حثيثاً

ترك بصمات طينه على موائد الجوع

فقضى نحبه وحيداً …

بلا منازع

لوث لوح الحياة بلونين غربيين …

وربما بعيدين …

وأفاض بجنون وهبه دائرةً متكسرةً مسننةً …

بهما …

أفردتُ جناحيّ

فكسرتني الريح

وسقطتُ عمداً بلا مواربة …

هذي هي الحكاية التي عاكست معاصيها

فقتلتها بعض أمومة …

(https://bolivarescapes.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *