نتذكر الملحن خالد أبو النصر(1911-1979) الذي لحن لفيروز ونور الهدى ولور دكاش وأكمل لحنًا لعبد الوهاب

Views: 58

سليمان بختي 

 هو الملحن خالد أبو النصر (1911-1979) ولد عام 1911 في بيروت وبدأت حكايته مع الموسيقى حين اقتنى الكمان في طفولته. وأخذه الشغف إلى مزيد من التعلق بالكمان والالحان والموسيقى.

خاف والده على ِإبنه الذي طغى اهتمامه بالموسيقى على كل شيء في الحياة.

حاول اعتراضه ولكن خالد أصر على موقفه وباتت العلاقة مع والده صعبة مما اضطره الى ترك البيت الوالدي والهجرة الى حلب.

هناك تابع دراسته للموسيقى  وتفتحت مداركه واستمع الى الكبار.ورأى الطرابيش الحمراء تقذف في الهواء كلما استبد للطرب.

تأثر بعبد الوهاب في الموسيقى العربية وثابر على سماع الموسيقى الكلاسيكية والتأثر بها.

 

يروي سليم سحاب في كتابه “اعلام موسيقية” عن حادثة حصلت مع خالد ابو النصر في حلب إذ قامت ضجة من قبل أئمة التراث والمحافظين ضد خالد ابو النصر لأنه برأيهم خرج على أصول التلحين والغناء العربي الأصيل وخصوصا في لحنه لأغنية ” حملتنا يا هوانا” للمطربة زكية حمدان. وتم عرض الأمر على الحاكم الفرنسي في حلب في منتصف الثلاثينات الذي استمع الى دفاع الملحن الذي قال:” انا أحترم تقاليد موسيقى بلادي لكنني احاول الجمع بين أصالة الموسيقى العربية والعلم الأوروبي”.

رد الحاكم الفرنسي الدعوى قائلا ” لا استطيع ان انصر الجهل على العلم”. ورغم ذلك فقد اعتبر خالد ابو النصر  في مرحلة اقامته في سوريا بأنه من الثلاثي الكبار  مع محمد محسن وعبد الغني الشيخ.

كان خالد ابو النصر مطلعا على الثقافة الفرنسية وعلى الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية. ولذلك استطاع التقريب بين النغم الأوروبي والطابع العربي عزفا وتلحينا. 

 

لحن بداية للور دكاش ” مادام الساعة يا روحي في ايدي” وأكمل مع نور الهدى “ليلاك  ان هجرت” (1934) ورافقها عازفا على الكمان و”أرى سلمى  بلا ذنب جئتني ” (1938) و”اهواك لا ادري لم اهواك”.

ومن شعر الأخطل الصغير ” اترى يذكرونه ام نسود ” (1938) ومن كلمات محمد عبد ربه ” سلي الليل” ومن زيادة عواد  ” بوليرو  ليلى” و” تانغو الامل” (1952) وأنشودة ” القدس للعرب” من كلمات توفيق العطار.

ولحن لزكية حمدان من كلمات عمر ابو ريشة ” في ذمة الله يا فيصل” و”حملتنا يا هوانا” و”لماذا تخليت عني” لنزار قباني و”خلقت جميلة” لمحمود سعيد (1952) وقد غنتها في الوست هول في الجامعة الأميركية في بيروت وحمل المعجبون سيارتها. ولكن العلاقة الثنائية الناجحة مع زكية حمدان لم تعمر كثيرا فقد اختلفا على المسرح وامام الجمهور وصرخت بوجهه فخرج خالد ابو النصر ولم يعد. (https://fooplugins.com)  

لحن لنجاح سلام ” يا لبنان ما اجملك” واكمل لها لحن ” الى سمراء” (1947) وكان عبد الوهاب بدأ بتلحينه واضطر لمغادرة لبنان اثر انتشار وباء الكوليرا فاكمل اللحن ابو النصر ونال اللحن استحسان عبد الوهاب وتقديره. 

 

لحن لنازك ” يا رفيق السمر حبذا يا قمر” ولحن لفيروز ” وطن النجوم” (1956) للشاعر ايليا ابو ماضي وقصيدة “قولي احبك” لسليم حيدر. ولحن قطع سماعي نهاوند وعزفه توفيق الصباغ.

ترأس خالد ابو النصر الفرقة الموسيقية في الإذاعة اللبنانية التي استطاعت بإشرافه إتقان الألوان الموسيقية الشرقية والغربية. وكانت لديه اهتمامات يسعى لتحقيقها مثل “الغناء باللغة الفصحى” و”اختصار الأغنية وعدم التكرار فيها”. و”وضع اغنيات عربية راقصة” و” توزيع الغناء العربي على طريقة الهارموني”.  

رحل في ربيع 1979 بعد رحلة صعبة وقاسية ولكنه ترك بصمته على الغناء وعلى التأليف الموسيقي.

لم ينل خالد ابو النصر حقه ولم يُعَد النظر بأعماله والحانه الكثيرة والمتنوعة.

كتبت مجلة “الشبكة” في يوم وفاته “خسرت الإذاعة اللبنانية فنانا رافقها على  كمانه  منذ ولادتها في  احد اجنحة  السراي الكبير حتى آخر دقات قلبه العليل في مبنى دار إذاعة لبنان في محلة الصنائع”. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *