“عين-ع” معرض فنّي وأمسية شعريّة لأدهم الدمشقي
الياس زينه
ضمن مبادراتٍ لتعزيز دور الثقافة في لبنانَ عمومًا ولدى أبناء وسكّان قضاء زحلة خصوصًا، ارتأى مركز Domaine de Chouchène أن يُصَيِّرَ من حجارته بيتًا نابضًا بالفعاليّات الفنّيّة والثقافيّة والإبداعيّة. وبهدف تحقيق الأهداف التي يصبو إليها فريق إدارته الممثّل بالسيّدة كارول توما، وبرئيس المركز دكتور فضلو توما، صمّم أعضاء الفريق على تحويله مركزًا ثقافيًّا ناشطًا مشعًّا بالأدب والفنون والعلوم.
أبصرَ أبناءُ زحلة والجوار أولى فعاليّات المركز وباكورة أنشطته في الحادي عشر من آب ٢٠٢٣ من خلال معرضٍ فنّيٍّ فرديٍّ وأمسيةٍ شعريّةٍ مع الشّاعر والفنّان التشكيليّ أدهم الدمشقيّ، الذي قدّمَ بالاشتراك مع المطرب ملهم خلف مشهديّةً شعريّةً موسيقيّةً مُمَسْرَحةً. يمتدُّ المعرض طيلة أسبوعٍ، وتتخلّل هذا الأسبوع مجموعة نشاطاتٍ فنّيّةٍ وإبداعيّةٍ على نحوٍ شبه يوميٍّ.
اختار الدمشقيّ اسم “عين – ع” عنوانًا لمعرضه الفرديّ، ويُذكَر أنّ زوّار الحدث في ١١ آب عاينوا مختاراتٍ من معارضَ ثلاثةٍ سابقةٍ لأدهم، وهي: “عنبر”، “عبيط”، و”عصفور”. المعارض الثلاثة المذكورة أنجِزَت بعد انفجار الرابع من آب عام ٢٠٢٠، ولوحاتِها تقدّم بألوانها الحارّة ومشهديّاتها الصارخة مقارباتٍ لاضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى أفكارٍ متعلّقةٍ بحالة السخرية من الموت والصدمة والانفصام عن الواقع المعيش.
أدهم الدمشقيّ شاعرٌ وفنّانٌ مسرحيٌّ وتشكيليٌّ من لبنان. في رصيده مؤلّفاتٌ شعريّةٌ وسرديّةٌ تُرجِمَت إلى لغاتٍ عديدة، بالإضافة إلى المسرحيّات والأفلام السينمائيّة التي أعدّها إخراجاً وتمثيلًا وتأليفًا. فضلًا عن ذلك يحاضِرُ الدمشقيّ في جامعةِ القدّيس يوسف في بيروت للآباء اليسوعيّين ويدرّس الكتابةَ الإبداعيّةَ والنقد الفنّيّ والعلاج من الاضطرابات النفسيّة عن طريق الفنون.
حاز أدهم، خلال مسيرته، العديدَ من الجوائز، أبرزها كأس لبنان والميداليّة الذهبيّة عن فئة الشعر في برنامج استوديو الفنّ لعام ٢٠٠٩، والميداليّة الذهبيّة في مسابقة القصّة القصيرة التي نظّمتها وزارة الثقافة اللبنانيّة عام ٢٠٠٨.
ناشطٌ هو أدهم الدمشقيّ في حقل الثقافة، وأبرز منجزاته وأحدثها تحويلُ منزله إلى مركزٍ ثقافيٍّ في الجعيتاوي أسماه “عنبر”، يستضيف فيه هواةَ الثقافة والفنّ والأدب، وقد نظّم ضمنه حتّى اليوم ثلاثة مهرجاناتٍ ثقافيّةٍ مجّانيّة.
