رشيد أيوب شاعر القصيدة التي حفظها لبنان والمهجر

Views: 622

 سليمان بختي

لو كتب هدا الشاعر قصيدة واحدة هي( يا ثلج). قد هيجت ااشجاني/  ذكرتني اهلي بلبنان/، لحقّ على لبنان ان  يخلده  ويكرمه في كل العصور ويذكره دائما  في شعر الحنين  الى لبنان واهله.

ولد الشاعر رشيد ايوب في بسكنتا عام 1872 وتوفى في بروكلين عام 1941 .

هاجر إلى فرنسا بداية واكمل الى الولايات المتحدة حيث عاش غربته واغترابه وجنينها. .

هاجر لبنان ولم يبلغ العشرين من العمر.

امتهن التجارة في لويزيانا  ومنها إلى نيويورك حيث التقى شعراء المهجر. وهو عضو في الرابطة القلمية  التي أسسها جبران وارتبط معهم في مغامرة التجديد.

ترك ثلاثة دواوين وهي( الايوبيات ) 1916 و(اغاني الدرويش) 1928 و( هي الدنيا) 1940 . وفي كل دواوينه عبر عن الحب والحزن والحنين والشوق حتى لقب بشاعر الحسرات والحنين.

 

اسمعه يقول. هون الله وعدنا فالتقينا/ وتذكرنا الليالي فبكينا/ دارت الدنيا بنا دورتها/ فتفرقنا كأنا ما التقينا/، خاطب لبنان من خلف البحار في زمن الحرب العالمية الأولى وزمن المجاعة وكانه يكتب اليوم: ألبنان هل مر الزمان الذي به/ يقال هنيئا الذي فيك يرتع/تجمعت الأحداث فيه كأنه/ محط لاحداث الزمان ومجمع/.

ولكن يظل قلبه ينغمش لنسمات صنين  فيسأل: وهل نسمات عند صنين لم تزل/ مهينمة تدري بحالي وما بيا/.

حتى انه يكاد لا يعرف صفو العيش بدون جمالات  لبنان.

فأنا سمير النجوم  واليف العصافيروجليس/ السواقي ورفيق الأمواج وعشيق الوحدة والسكون/

ويناجي قائلا.  ذكرتك يا لبنان والقلب خافق/ لذكراك محتى كاد يفلت كالطير./ 

ولكن تبقى قصيدة (يا ثلج) تعاد وتستعاد والتي قرأناها وحفظناها في الكتب المدرسية وفي ( كتب الولاد). ورددناها عن ظهر قلب.

يا ثلج قد هيجت ااشجاني/ ذكرتني اهلي بلبنان/ بالله عني قل لإخواني / ما زال يرعى حرمة العهد/يا ثلج قد ذكرتني الوادي/متنصتا لغديره الشادي/ يا ثلج قد ذكرتني الموقد/ ايام كنا حوله ننشد / نعنو لديه كأنه المسجد / وكأننا النساك في الزهد./

 

ولكن اي فرق بين ثلج نيويورك القاسي وثلج بسكنتا الحنون. ذاك الثلج الذي اخذه كالشوق الى هاتيك التلال والربى.

عاش رشيد ايوب حياته درويشا غريبا كما يصف نفسه.

عرف الحرمان وعرف العزلة.

يقول مخاطبا نفسه: يا نفس قد قل عندي زيت مصباحي / قومي اشربي من كميت الراح وارتاحي/ دنيا تساوى فيها النشوان والصاحي/ لا خير في عيشها لولا أمانيها/.

عندما توفي جبران في العام 1931 كتب رشيد ايوب قصيدة رثاء بعنوان. لم يبق يا جبران الا الخيال/ قد حال هذا البعد دون العيان/حتى اذا خضت الليالي الطوال /أطلقت للاحلام فيها العنان/. 

الى ان يقول:  لما مشوا في مهرجان الجلال/الم تر الدرويش في المهرجان  /يا نجمة عنا خفاها الضباب / ولم تزل بين الدراري تدور/  رابطة كانت تضم الرفاق/ وانت مبناها وبيت القصيد/اهلا بفنان قضى عمره/  ولم يمت في الفن الا شهيد/. 

 

كتب ميخائيل نعيمة مقدما ديوانه (اغاني الدرويش) ما كان رشيد ايوب من الشعراء الذين تبهرك في نظمهم فخامة اللفظ وبريق الطلاء ورنة القافية وبراعة الاستهلال.  ولكنه كان شاعرا يعرف قيمة الشعر كفن سماوي فلا يسخره  لأغراض دنيوية. وكان ذا قلب رقيق صادق حساس فجعل من شعره ترجمانا  لقلبه. فما تبدل بقول في مديح ولا تصنّع في رثاء ولا تكلف غزلا في حب ما اكتوى بناره.  وان هو تغزل فما في غزله تفجع ونشيج واجيج شهوات بهيمية.

اما شكر الله الجر فقال في نقد ديوانه (هي الدنيا) بلى ان دنيا رشيد ايوب تحدث الناس عن ذاتها… هي دنيا الاستسلام الهنيء  الى مشيئة  هي فوق هواجس الفكر وشكوكه.

نتذكر الشاعر رشيد ايوب الشاعر الدرويش الصابر العاشق لبلده وناسىه لأن بيته لا يزال واقفا في بسكنتا في وجه الريح والزمان ولا احد يفكر في تحويل بيته الى متحف او مركز ثقافي يكون بمثابة تحية مستحقة لشاعر ذابت مشاعره مع ثلوج الحنين في وطنه./ تذكرت أوطاني على شاطىء النهر/ فجاش لهيب الشوق في موضع السر/.

كتب رشيد ايوب غير مرة عن تذكاراته.  هي تذكارات شاعر عاش في الدنيا  شريد / ومضى في الأمر حائر / يقصد الضوء البعيد/ في الظلام.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *