عالم الإنسان وعالم الحيوان… مقارنة أم مفاضلة!

Views: 22

أنطوان يزبك

 

منذ نعومة أظفارنا تسعدنا الرسوم المتحركة والكتب المصورة، وقراءة قصص الحيوانات لا سيما كليلة ودمنة،حيث كلمات الحكمة تجري على لسان الأسد والثعلب والحية والحمار… وكم أثارت دهشتنا اشعار لافونتين التي كونت عالما حيوانيا بامتياز.

أين نحن من هذا العالم وكيف نتماهى معه؟

مونتسكيو

 

يقول مونتسكيو:

إن الحيوانات في الدنيا ليس لها ما لنا من مزايا عالية، ولكن لديها بعض المزايا التي تنقصنا، فهي وإن كانت لا تعرف شيئا عن آمالنا، كذلك لا تعرف شيئا عن مخاوفنا وهي خاضعة مثلنا لسلطان الموت،غير انها ليست حذرة منه مثلنا.وأكثرها يستطيع ان يعنى بنفسه خيرا مما نفعل نحن وأيضا هي أقل اندفاعا وراء نزواتها. (https://linksmagazine.com/)

ما يقوله مونتسكيو شيخ القضاة في كل العصور،يمنح الحيوان أهمية ويعطيه ذكاء أكثر من الإنسان.

في اليونان القديمة عاش الفيلسوف ديوجينس مؤسس الفلسفة الكلبية إذ  كان يمتدح الكلاب ويفضلها على البشر، معتبرا أن البشر يعيشون بشكل مصطنع ونفاق كبيرين وسوف يحسنون من حالهم في حال تعلموا من الكلب، وتقولوا مثله.

ديوجينس

 

بحسب ديوجينس تعيش الكلاب في الحاضر دون قلق وهي تتصرف غرائزيا ،فتدرك بالغريزة من هو الصديق ومن هو العدو .

في هذه النظريات نجد أن الإنسان أقل منزلة من الحيوان. وحقيقة هذا الأمر تأتي من مسألة تصرفه من دون عقلانية وإدراك ضاربا عرض الحائط كل ما أنجز من تقدم منذ أن صار الإنسان إنسانا، وهذا يذكرني بما قاله فريدريك نيتشه مخاطبا وحشية الناس في كتاب “هكذا تكلم زردشت”: “أنتم الذين طويتم العصور لكي تترفعوا على جنس القرود ، لقد فقتم القرد في قرديته”..

لكن يجب ألا ننسى أن للإنسان قيمة فوق الحيوان ، هكذا أراده الله وهكذا صنعه وقد سلطه على الحيوانات أجمعين. نقرأ في المزمور 8 (4-8):

فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده

وتنقصه قليلا عن الملائكة وبمجد و بهاء تكلله

تسلطه على أعمال يديك جعلت كل شيء تحت قدميه

الغنم والبقر جميعا وبهائم البر أيضا

وطيور السماء وسمك البحر السالك في سبل المياه..

ما قيمة الأرض من دون افنسان؟ سواء كان فيها نور أم ظلمة ، فهي من دون الإنسان خواء وفراغ، تمامًا مثل الفضاء المترامي الأطراف الذي لا بداية له ولا نهاية.

في الخلاصة: يجب ألا يتداخل ما هو سيئ في الإنسان والحيوان على حد سواء فنحصد الرياح ونجتني الكوارث، ولنتذكر المثل الفرنسي:

المجاملون يبدون كالاصدقاء كما تبدو الذئاب كالكلاب .

حبذا لو نتعلم من عالم الإنسان كما من عالم الحيوان ما هو مفيد ومستطاب..

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *