هل مِن سبيلٍ إلى تأديب سارقات الشعر وسارقيه وإعادة تأهيلهم في مصحّات خاصة؟!

Views: 300

د. مصطفى الحلوة

“إذا كان هذا الشعر لكِ، فأنتِ حقًّا شاعرة، جارتي العزيزة، ألف سلام!”..بهذه الكلمات، يتوجّه الأستاذ أحمد يوسف إلى إحدى المتطفّلات على عالم الشعر ومقتحماته، على طريقة “يا قاتل يا مقتول!”، إذْ سطت على أربعة أبيات شعرية رائعة، عائدة للشاعر المصري علاء عبد العظيم سالم، صاحب ديوان، عنوانه:” لمستُ القمر”. وقد نشرتها، في صفحتها على الفايسبوك (10أيلول 2023). ولم تُجِب بِ “نعم”، هذه الأبيات لي أو لسواي، بل راوغت وراحت إلى مطرح آخر، وكان جوابها:”يسعد مساك، أستاذ أحمد، ويطوّل عمرك جار، بعتز فيه وبفتخر!”.

ويبدو أنّ هذه “الشاعرة”أخذت “طعجة”، فكان أن نشرت خمسة أبيات شعرية “استعارتها” من الشاعر السعودي عبد الرحمن بن صالح العشماوي، وهو أستاذ محاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلاميّة. وقد نشرتها في صفحتها، على الفايسبوك(3 أيلول 2023). ويبدو أنّ بعض الشعراء وأنصاف الشعراء وأدعياء الشعر ودعيّاته لم يكلّفوا أنفسهم عناء التمحيص والبحث لتستبين لهم حقيقة هذه الأبيات المسروقة، لا سيما أنّ غالبيتهم يعرفون المستوى “الرفيع” لهذه الشاعرة، الداخلة عنوةً إلى ميدان ليس ميدانها! هكذا راحوا جميعًا في “الطافوحة”، وخُذْ على “تبييض طناجر” وممالأة وتنافق، وهذه أبرز التعليقات حول النصّين الشعريين  اللذين تمّ السطو عليهما، من دون أن يرفَّ جفنٌ للساطية: “روعة وقمّة الابداع، بوركت أناملكِ، تحياتي شاعرتنا الراقية (هذا التعليق لشاعر بالمحكيّة، وقّع ديوانه الأخير، منذ عدّة أيام)/عندما يظهر القمر تختفي النجوم!/يا لروعاتك، ويسعد مساكِ/دام حرفُكِ النابض وكلماتك الراقية عزف منفرد/صباحكِ نور (من أحد الشعراء المشتهرين!)/حلا وغلا/منوّرة يا ست الكل/كلام العيون أجمل كلام، وكل كلمة رسالةغرام/كلمات متوازنة ومتناسقة مع نسمات الصباح/الله على الروعة/رائع..تحياتي، دامت الاشراقة/روعة، استمرّي هيك بهالأسلوب الهجومي!”

هذه “الشاعرة” نموذج أو “مسطرة” عن مئات مثيلاتها، لا يفقهن من أمر الشعر شيئًا، يكتبنَ، يُخرّفنَ، يجهدنَ ليحظين بلقب شاعرة، بزعم الترقّي إجتماعيًّا، إذْ للشاعر سطوةٌ واعتبار! وبعضهنّ لا يحلّلن ولا يحرّمنَ، ويسلكن طرقًا ملتوية، فيتمّ اصطناعهنّ “شاعرات”، عن طريق شعراء “أولاد حرام”، يشاركون في مجزرة الشعر وسفح دمه، في الساحات والمنتديات ومن على المنابر!

إنّه زمن التفاهة، وهو، كما نردّد دائمًا، من علامات الساعة! إنه الزمن، الذي غزا فيه التافهون كلّ مناحي الحياة، ولتتكرّس ثقافة التفاهة، في مختلف المجالات! والناس، في هذا الخضمّ فريقان، الساكتون عن الحقّ سكوت الشياطين الخُرس، وهم الكثرة، وثمّة الشاهدون للحقيقة وتجرُّع مُرّها!

في زمن الرئيس المصري أنور السادات، صدر “قانون العيب”، فحبّذا لو يكون لدينا مثيلٌ لهذا القانون، فتجري محاكمة الشعارير، وجُلّهم أُمّيون، كما مقاضاة الشويعرات المعتديات على كار الشعر، فيُزجّ بهم وبهنّ في مصحّات خاصة، ويخضعون لعملية تأهيل، ليغدوا بشرًا أسوياء!

***

* من بيادر الفسابكة/قراءة نقديّة في قضيّة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *