وَشمٌ صَباحِيٌّ (15)

Views: 650

د. يوسف عيد

 

كان لقاء هزّني كاهتزاز الوتر بضربة الريشة،

حطَّ عليَّ( صديق العمر ديزيره سقّال ) صباحًا

كطائر يعشِّشُ في صدر الشمس حيناً،

وفي فم الميزاب أحياناً.

كانت تغريدات  فيها أنينٌ من خرير السواقي،

وألوانٌ من بِنتِ النهار،

ورائحةٌ من أزهار الحقول،

وعمقٌ من أغوار السماء،

وصديقي يَطيرُ كعادته من دون تعب،

فَيضوعُ منه الطّيبُ لطفاً ونقاوةً  وشعراً،

ويتجاوز  الغمامَ،

ليسيلَ منه الشعاعُ كما يسيلُ في بركة ماء

على قدم ينبوع يتفجّر من هيام الجبل . 

بات صديقي بين ضلوعي مساء الذكريات

كما يبيت الطائر بين الظلال والحفيف

طيَّ ألفِ نغم في نغم وألفِ صلاة في صلاة .

إنه لقاء أعاد الى حشاشتي بعض الروح لقاء الفجر بالشمس .

( صباحُ الأمَلِ)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *