دورين نبيل نصر تطلق “رؤى التّحوّلات: قراءة في شعريّة الوطن لدى الشّاعر القرويّ وخليل حاوي ومحمّد الماغوط”

Views: 337

أطلقت  الشّاعرة والنّاقدة الدّكتورة دورين نبيل نصر،  كتابها الأكاديميّ: “رؤى التّحوّلات: قراءة في شعريّة الوطن لدى الشّاعر القرويّ، وخليل حاوي، ومحمّد الماغوط”، بحضور  شخصيات  روحيّة وأكاديميّة وفكريّة وثقافيّة واجتماعيّة وحشد من متذوقي الفكر   من مختلف المناطق اللّبنانيّة، وذلك في الحرم الشّماليّ لجامعة القدّيس يوسف.

قدّمت للحفل المهندسة نانسي نصر، ثمّ توالت الكلمات فألقت  مديرة جامعة القدّيس يوسف- فرع الشّمال،  د. فاديا علم الجميّل،كلمة ترحيبيّة نابعة من القلب، تلاها البروفسور حنّا النّكت، عميد كلّيّة العلوم والآداب في جامعة البلمند،  فترك الكلام على الكتاب  من حيث الأسلوب والمضمون لأهل الاختصاص كونه يحمل دكتوراه في الكيمياء، وركّز في كلمته على المؤلّفة انطلاقًا من معرفته بها أستاذة في جامعة البلمند، لأنّ “الحديث عن الدّكتورة دورين نصر سيسلّط الضّوء على ما يمكن أن نتوقّعه في كتابها”. فتحدّث عن الأصالة عندها من حيث الانتماء الكورانيّ الأصيل والعريق المنسجم بشكل طبيعيّ ومتناسق مع أصالة معهد الآداب الشّرقيّة، ومن حيث الإنتاج الفكريّ “سواء في التّقليد أو في الحداثة”. كما أشاد بكفاءتها التّعليميّة، وتوجّه خاتمًا كلامه إلى مَن أسّس معهد القدّيس يوسف ومَن تعاقب على إدارته، “بأن قرّوا عينًا فإنّ من بين خرّيجيكم، على مرّ السّنين، مَن هم كفيلون بإبقاء راية هذا المعهد خفّاقة في أجواء الأدب الشّرقيّ ورحابه”.

بعد ذلك  كانت كلمة للبروفسور جورج سعاده الذي أثنى على الجهد المبذول في الكتاب، ونوّه بالدّكتورة دورين نصر التي تنتمي إلى أهل الفكر الذين “يسيرون نحو الله بخطى وئيدة، دربهم الشّوك والعذاب لمجد الكلمة… ولبناء السّلام”. ثمّ تكلّم على مسيرته الأكاديميّة مع المؤلّفة واصفًا إيّاها بأنّها “مثابرة لا تكلّ، وصلبة لا تلين إلّا بالحقّ… تذهب في أبحاثها ناحية العمق والشّمول… إذا فتحَت نوافذ الشّعر انفتحت لها آفاق الحرّيّة، فجاءت بقصيدة النّثر من لاوعي يمرّ بمحيطات الوعي ويعبِّر”. وتوقّف عند كتابها “رؤى التّحوّلات…” الذي جاء “حسن التّنسيق، جيّد الأسلوب، واضح المنهج”. ودعا إلى قراءته للمتعة والفائدة معًا لأنّ “كلّ قارئ سينال منه ما يبتغيه وما يناسب ثقافته وتطلّعاته”. 

تلاه الدّكتور سابا زريق، فألقى الضّوء على الكتاب مبيّنًا عناصر الاختلاف بين الشّعراء الثّلاثة موضوع الدّراسة من حيث المكان والزّمان والأداة الشّعريّة وشكل القصيدة للتّعبير عن تعلّقهم بالقاسم المشترك أي الوطن. فتوقّف عند نقطتين: أوّلًا: تحوّل شكل القصيدة المتدرّج والمنسجم مع التّرتيب الزّمنيّ الذي أجادت الباحثة في اتّباعه، من القصيدة الكلاسيكيّة إلى قصيدة التّفعيلة فقصيدة النّثر. ثانيًا: إبراز موضوع الوطن الذي أعملت فيه الباحثة مبضعها الدّقيق تشريحًا، فتبيّن أنّ “شعر الشّاعر القرويّ قوميّ عربيّ، يرشح منه حنين متميّز إلى وطنه الأمّ. كذلك، فإنّ وطن حاوي متجذّر في وجدانه. أمّا الماغوط… فقد كان متأهّبًا لغد أسود لوطنه، استشعر به وصدقته الأيّام”. وختم بقوله: “د. دورين، أضاف كتابك قيمة حقيقيّة إلى المكتبة الأدبيّة العربيّة، بإضاءاته على التّحوّل في أشكال القصيدة العربيّة. ويعتبر عملك بحقّ تأريخًا لمسيرتها”.

وختمت النّدوة الدّكتورة نصر بكلمة شكر من القلب، وممّا جاء فيها: “هذا الكتاب عبْر فضاءات صفحاته، جاء ليلقيَ الضّوء على شعريّة الوطن، وهو منسجم مع اللّحظة التّاريخيّة التي يعيشها وطنُنا لبنان. فرغم تغيّر الأحوال، ما زال لبنان، وأهل لبنان، يعشقون ثقافة الحياة. وما هذا الحفلُ المتواضعُ إلّا صورةٌ من صور ثقافة الحياة. 

ما أسعدني بهذا الحضور المتميّز في حضرة الأدب والفكر، إذ إنّه يقدّم دليلًا موضوعيًّا على أنّ لبنان ما زال واحةً للثّقافة ومهدًا لها، وأنّ اللّبنانيّين على اختلاف منابتهم ومشاربهم ما زالوا أهلًا للمعرفة والإبداع. وحبًّا بالثّقافة والعلم، يشرّفني أن أضع كتابي النّقديَّ بين أيديكم لعلّه يقدّم شيئًا مفيدًا لهذا البلد وللأجيال القادمة.

دامت الحياة في قلبكم تنبض بقيم الحقّ والخير والجمال!”.

وأخيرًا وقعت الباحثة كتابها للحضور  وأقيم كوكتيل  في المناسبة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *