“مئوية  ولادة عاصي الرحباني”… ندوة وحوار في الجامعة الأميركية

Views: 212

سليمان بختي

بدعوة من برنامج زكي ناصيف للموسيقى وفي إطار سلسلة ندوات علي غندور الثقافية، عقدت في الجامعة الأميركية ندوة في مئوية  ولادة عاصي  رحباني 1923.. 1986 وتأثيره في تطوير الفن الموسيقي في لبنان والمشرق. شارك فيها محاضرا الاب الدكتور بديع الحاج عميد كلية الموسيقى في جامعة الروح القدس. وحاوره الكاتب سليمان بختي.

بداية تقديم من د.سوسن مكتبي بالمحاضر والمحاور والدور الذي يلعبه برنامج زكي ناصيف للموسبقى في الإضاءة على جهود رواد الموسيقى في لبنان والمشرق.

تحدث سليمان بختي عن عاصي الرحباني العبقري  والمجدد والمتعدد المواهب.وعن الظاهرة الرحبانية  عاصي ومنصور وفيروز كتجربة تركت تأثيرها على الغناء والموسيقى والمسرح وشعر الاغنية وانجزت أعمق وارقى وأجمل ما انتج لبنان الحداثة في النصف الثاني من القرن العشرين. تجربة قامت على أصالة وعلى فكر وعلى ثقافة انسانية وموسبقية شاملة رسخت الشخصية المستقلة والهوية المتفردة.

وكان السؤال الأول للاب  الحاج حول تميز عاصي وصعوبة الفصل بين الأخوين.

تحدث الاب الحاج في مقدمة عن جدلية الموضوع واستثنائيته وتحريم فصل الأخوين وقد أرتضيا ذلك. علما ان نشأة عاصي كانت متميزة وبشهادة منصور. وان عاصي كان غالبا المبادر بالأفكار والمشاريع والمواضيع والنقلات وفي ابتكار المخارج والصيغ والحلول. وبرز تميزه في دراسته على يد الاب بولس الاشقر الانطوني ومتابعته الدراسة المتعمقة في التأليف الموسيقي على يد الفرنسي برتراند روبيار.  وانه دخل الإذاعة قبل منصور وتصنيفه عازفا وملحنا، واصبح ملحن ركن لمجموعة من الأعمال الشهرية التي تبثها الإذاعة.

وتوقف الحاج عند بداية ظهور اسم الأخوين في نهاية الأربعينات. وكذلك لقاء عاصي وفيروز في كواليس الإذاعة في أعمال مثل “حبذا يا غروب” وغيرها. كما ان عاصي الرحباني في بداياته اتجه نحو الاغاني الراقصة والمعربة كأنه يختبر أساليب.

واستشهد الاب الحاج بمجلة الإذاعة للإشارة إلى الاشكالية  التي أثارتها اعمال الأخوين وكيف واجه عاصي ومنصور الانتقادات واحيانا كانا يردان باسماء مستعارة.

وردا على سؤال من بختي حول دور صبري الشريف في مرحلة الإذاعة  وتأثيره، أجاب الحاج: بدأ هناك لون غناء جديد وحصل انقسام بين مؤيد ومعارض. وان صبري الشريف دعم ذاك اللون وفتح أبواب إذاعة الشرق الأدنى دائما وجاء الى بيروت مع موسيقار التانغو ادوارد بيانو وعازف البيانو ميشال بورديتاس في حركة تظهر دعمه المباشر لهم. وظهرت في تلك الفترة اغانٍ مثل “تانغو يا حبيبي” و”ازهر النرجس” وغيرها. ثم جاءت مرحلة الاسكتشات ومنها الكلاسيكي والبدوي والبلدي وسلسلة روكز وكاسر مزراب العين  وغيرها.

وذكر الحاج برأي عاصي في الاغنية (ان النغمة أخت الكلمة وهيدي حقيقة الغنية).

وأشار إلى تأثير الألحان الكنسية واعطى مثلا اغنية “الله الله يا تراب عينطوره” واغنية “عمر يا معلم العمار”. وكان سؤال حول المهرجانات والمسرح الغنائي فاعتبر الحاج ان البداية كانت في حفلات المناطق وفي الجامعة الاميركية مع خليل مكنية وتوفيق الباشا. ولكن رسميا في العام 1957 مع انطلاقة الليالي اللبنانية في مهرجانات بعلبك “ايام الحصاد”  وكانت من روح عصبة الخمسة  بالاشتراك مع ذكي ناصيف وتوفيق الباشا ومحمد شامل ونزار ميقاتي وصبري الشريف. ثم تطورت هذه الأعمال دراميا و موسيقيا على مدى ربع قرن وتخللها ثلاثة افلام سينمائية والعديد من السهرات والمسلسلات التلفزيونية. ولتتكرس  في التجربة أهمية العمل المسرحي الغنائي والمحاورات الغنائية والتوزيع الموسيقي وتلحين القصائد والتأليف الموسيقي الخالص.

وارفق الاب الحاج في محاضرته وثائق  من مجلة الإذاعة وسماع بعض النماذج الاولى في الغناء.

وفي مداخلة بختي قال: لطالما ردد عاصي بان ” الفنان بتندهلو حاجات شعبو”. وعاصي كان منصتا بحسه وحدسه واحساسه بمسؤولية النهضة الثقافية الملقاة على عاتقه وتحثه على العطاء الأفضل.عاصي الرحباني، قاد الصوت والصورة والحالة الى اقاصي الوجدان والذاكرة والشوق. كان يطلب الكمال والدقة وإتقان التفاصيل. وذكر بما قالته فيروز “كان قاسي بالفن والشغل.  ترك مملكة من الجمال وفل بكير”.

وختم مستشهدا  بما قاله محمد عبد الوهاب: “لم يعرف عاصي الرحباني في حياته الا الفن. كان رجلا اخذه الفن واشتراه.  وهو ارتضى ان يبيع نفسه للفن. هو رائد كبير جدا في عالم الاغنية والمسرح الغنائي. 

وفي الختام كانت أسئلة  من الحضور وعاد الحوار ليشتعل من جديد في نبع  لا ينفد وموضوع لا ينتهي البحث فيه.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *