آهٍ لَوْ تَعْلَمِيْنْ

Views: 194

د. ميشال شمّاعي

 

لَوْ تَعْلَمِيْنْ !

لِمَاذَا تَمُوتُ السَّنَابِلْ؟

ولِمَ تَتَدَلَّلُ البَلابِلْ؟

وَكَيفَ تَضُوعُ العُطُورْ؟

أَوْ لِمَ تَغُورُ النُّسورْ،

وَتَعْشَقُ النُتُوءَاتِ في الصُّخُورْ؟

دَلُّوعَتِي …

أنَا سُنْبُلَةٌ مَحْنِيَّهْ،

فَلِي والحُبُّ ألفُ قَضِيَّةٍ

وَقَضِيَّهْ؛

قَاضَيتُ نَفْسِي في مَحْكَمَةِ العَاشِقِيْنْ،

فَحَكَمَتْ نَفْسِي عَلى نَفْسِي

بالأشْغَالِ الشَّاقَّةِ المؤبَّدَهْ.

لِمَاذَا؟

أَتَعْلَمِينْ؟

لأنَّ عُطُورِي صَارَتْ كالسِّكّينْ،

حَادَّةً لا تَشْتَمُّهَا المَلاييْنْ.

وَإنْ تَجَرَّأَتْ زَهرَةٌ

واسْتَنْشَقَتْ مِن عِطري أوكسِجِينْ…

دَخَلَتْ غَيبُوبَةَ المُغْرَمِينْ.

حَتّى النُّسُورُ لا تَقرُبُ من مَجدِيَ المُبِينْ.

لِذَلِكَ …

غَصَبْتُ قَلبي على الانتِحَارْ،

فَصَارَ ليلي اخْتِيَارْ؛

فِيهِ أَكْتُبُ مَعْشُوقَاتِي قُصْدَانْ،

وَأرْسُمُ لسِمْفُونِيَّاتي أَوْطَانْ،

فَأسْتَعِيْدَ مِنْ مَوتِيَ الانْسَانْ؛

وَلَكِنْ …

عِنْدَمَا أَعِودُ لِحَقْلِي،

أُحْصِي قَمْحِي،

أَحْنِي ظَهْرِي،

أَلْثُمُ نَعْشي …

رَاقِبيني،

وعَانِقِينِي وَدَلِّلِيني،

وانْشِينِي،ولا تَنْسِيني…

عندَهَا فَقَطْ تَعْلَمِينْ،

لِمَ أَفْرَحُ بِمَوتِي.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *