أَنا قِبْلَتِي وَلَهُ الجَمال!    

Views: 71

موريس وديع النجار

أُختَ البَهاءِ أَلَا ارْحَمِي قَلبَ المُتَيَّمِ، وابسِمِي

سَقَطَتْ قِلاعِي تَحْتَ أَنسامِ الجَمالِ المُضْرِمِ

أَنا كَم أَتَيتُ مُكَفِّرًا عَن إِثْمِ عِشْقِي المُظْلِمِ

ودَخَلتُ أَقداسَ العَفافِ، مُلَفَّعًا بِتَنَدُّمِي

حَتَّى رَأَيتُكِ، فَانتَشَى غَيِّي، وعِفْتُ تَأَثُّمِي

فَخَبا صِيامِي في بَهاكِ، وعِفْتُ زُهْدَ الصُّوَّمِ

وهَجَرتُ مَعْبَدِيَ العَبِيقَ بِإِبتِهالِي الأَسلَمِ

ونَبَذتُ مِبْخَرَتِي، ومَذبَحَ طاعَتِي وتَجَهُّمِي

وأَتَيتُ، مَسلُوبَ القِوَى، في رَهْبَةِ المُستَسلِمِ

أَذْرُو بِدَربِكِ تِبْرِيَ الغالِي عَلَيَّ، فَلَملِمِي

يا مَنْ بِمَحصُولِ البَهارِ جَناكِ طِيْبُ المَوسِمِ

يا مَنْ تَآذَرَتِ المَفاتُنُ، بِالسَّخاءِ، لِتُرْسَمِي

نَثَرَ السَّنا أَطيافَهُ فَوقَ المُحَيَّا الأَبسَمِ

وتَدافَعَتْ نُسُمُ العَبِيْرِ، تَضُوْعُ في عَدْنِ الفَمِ

وتَأَلَّقَت بِيْضُ الثَّنايا في التِماعِ الأَنجُمِ

والصَّوتُ مِن نَغَمِ السَّماءِ، ومِن حَفِيفِ الأَنسُمِ

والجِيْدُ، يا نُصُبَ الشُّمُوخِ على المَدارِ المُلهِمِ

رَبَضَت هُناكَ، بِفَيئِهِ، قِمَمُ البَياضِ الأَنعَمِ

وعلى مَتاهاتِ النَّصاعَةِ في الرُّخامِ الأَعظَمِ

خَلَعَ الغِوَى سِرْبالَهُ. يا عُرْيُ حِلْمُكَ، فَارحَمِ

واللَّيلُ، مَشبُوبُ الهَوَى، في خَطْوِهِ المُتَلَعثِمِ

يَأتِي إِلى بُرْجِ الرُّوا، بِحُشاشَةِ المُتَظَلِّمِ

فَيَلُفُّهُ، ضَنًّا بِهِ، بِوِشاحِ حِرْصٍ أَقتَمِ

وعلى الشِّفاهِ نَداوَةُ الفَجرِ البَلِيلِ، الأَكرَمِ

بَرَقَت مُخَضَّبَةً بِأَرْيِ الشَّهوَةِ المُتَضَرِّمِ

فَهُناكَ شَهْدُ الثَّمرَةِ الأُولَى، وَوَهْجُ العَنْدَمِ

وعلى امتِدادِ السِّحْرِ تَحتَ الأَطلَسِ المُتَكَوِّمِ

نَصَبَت أَبالِسَةُ الغَرامِ مَزارَ وُدٍّ مُبْهَمِ

صَفَعَ العُيُونَ رُخامُهُ العارِي، وقالَ لَها الثُمِي

يا طِيْبَهُ أَمَلُ الجِراحِ بِلَثْمِ خَدِّ البَلسَمِ

سَأَظَلُّ مَسحُورًا بِدِفْءِ صِباكِ، حَتَّى أَرتَمِي

شِلْوًا على دَرْبِ الهُيامِ، صَرِيعَ عَجْزٍ مُبْرَمِ

ويَلُفُّنِي عَبَثُ الرَّحِيلِ مع النَّحِيبِ بِمَأتَمِي

ولَسَوفَ يَبقَى لِلشِّفاهِ، على الزَّمانِ، تَكَلُّمِي

تَشدُو بِهِ آيُ النَّسِيبِ لِكُلِّ وَلْهانٍ ظَمِي

فَارْعَيْ، فَدَيتُكِ، صَبْوَتِي، وضَنَى المُتَيَّمِ أَكرِمِي

وامْلِي الكُؤُوسَ، وطَيِّبِي لَهَبَ الضُّلُوعِ ومَبْسِمِي

أَنا دُونَ حُسنِكِ سَوفَ أَبقَى كَالخَيالِ المُحْطَمِ

وبِهِ سَأُبْعَثُ، مارِدًا حَيًّا، أُحَطِّمُ قُمْقُمِي

تَسرِي القَوافِي، أَينَ شَلَّالُ الضِّياءِ بِمِرْقَمِي

وَلَهُ الحَنايا نَسْجُها، وجَوَى الهُيامِ المُحْكَمِ

نارٌ تَغُورُ بِأَضلُعِي الحَرَّى، وتُلهِبُ أَعْظُمِي

يا عاذِلِي لا لا تَلُمْ قَلبِي، ولا تَسفِكْ دَمِي

أَو لا تُعَلِّلْ تَوبَةَ الخاطِي بِخَيْرٍ مُفْعَمِ

فَلَسَوفَ أَقبَلُ، مِنْ هَوَى حَوَّاءَ، شَقْوَةَ آدَمِ

أَنا قِبْلَتِي وَلَهُ الجَمالِ، ولو بَدا بِجَهَنَّمِ!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *