إلى زياد

Views: 927

د. جان توما

أعرف في يوم ميلاد الولد، أنّ يوم ميلاد الأهل هو يوم يطلّ وجهه من غربته مع عائلته  على أب وأم ينتظرانه من بعد طول أو قصر غياب.

تعزيتهما أنّه فَرِحٌ بما هو عليه، وأن المولى هو المنّان في بركات الرزق. ما هذا الوطن الذي يقصي عنك أحبابك، متخلّيا عن أبنائه، هجرة عمل، أو سكن؟ والوطن كما جاء في كتاب العمر أسرة ، ورباط رحم، وحضن والديّ؟.

ما العمر يا زياد إلّا لحيظات يغلب عليها الفرح لنشعر بحرارتها في شرايين الروح، فولادة الفرح تأتي كلّ لحظة لتكون الحياة أفضل، كما في إضاءة شمعة أمام أيقونة صلاة لغد من البشرى السارّة، في زمن الضيق والتعب والوجع.

أعرفُ أنّ يوم ميلاد الولد هو كلّ يوم، فغيابه مع عائلته حضور آسر، بحركات ولدنته، وتفاصيل شبابه، وحلاوة أبوّته. كأنّ الحديث إن بدأ في تقاسيم جمالات العمر يعزف على وتر الوالديّة التي يباركها الله في مسرى العمر العابر.

امضِ يا زياد توغّلًا في عمر مبارك، ففي كلّ تضرّع نرفعه، نحمل همّ شباب الوطن الطالع من حدوده إلى العالم ليربحه الآخرون، فيما يبقى الأهل في وحدة تكسرها رتابة اتصال افتراضيّ فيما القلب يشتعل واقعيًّا ، من دون سلك أو رباط، مودّة ” أورى فيها الفتيان نارا”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *