وَشمٌ صَباحِيٌّ (17)

Views: 640

د. يوسف عيد

 

تتزاحمُ، في هذا الصّباح،

التأملاتُ والذكريات على نفسي،

وتقفُ أمامي مواكبُ الأيّامِ الغابرةِ،

تُريني أشباحَ الليالي الماضيةِ،

  ثم تتبدّدُ كما تُبدّدُ الرياحُ الشرقيةُ  بقايا الغيوم

في فضاءٍ باهتٍ من أواخر أيلول، 

  وتَضمَحلُّ في زوايا نفسي

اضمحلالَ أناشيدِ السواقي في الأودية البعيدة،

أو كأسراب طيرٍ هبطت على بيدرٍ مهجورٍ فلم تجد بذورًا،

فرفرفت هُنيهةً ثم طارت سابحةً الى عالم آخر،

أو  كالمطرِ  الهاربِ  الى أرضٍ أخرى،

فيحزَنُ الزيتونُ الذي ينتظرُ معموديةَ السماءِ

ليملأ خوابي البيت بالبركةِ والقداسةِ،

إلا البعض منها يُحييها صديق طيّب، حنون، وفيّ،

صندوقُ أمانةٍ للزمنِ الجميلِ.

(صبَاحُ الأمَلِ)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *