وَشمٌ صَباحِيٌّ (70)

Views: 386

د. يوسف عيد

 

صباح الخير،

من قريتي التي بعد أن استحمّت ليلاً،

قامت صباحاً تمشّط شعرَ زيتونها.

هي من مقالِع الروح شُيّدت واستكنَّت بين جفنيَّ والضلوع.

كلّ لون فيها يعشقُ لونَه،

كلّ ظلّ يغارُ من ظلّه.

حاولتُ تصويرَ وجهها الحبيب فعجِزتُ،

إذ كلّما فتّح الصّباحُ عيونَه يفاجئني الوردُ في حنايا منازلها،

يكتُب الأزلُ بعطرِه  ويرشّه على دُروبها،

لذلك من يقصِدها يَعلَق في حبّها .

قريتي تحمل الدّنيا على ريشةِ قلبي،

كالسرّ المَصون،

إن نامَت،

نامَت الدُنيا من حولها،

وإن استفاقت بدّلت من عُبوسة الرؤى ومنحَت لكلّ وجودٍ معنى .

حَسبُها أنّها نَفَسي وصوتي وَرَُفّاتي وصداي  وهمساتي الوفيّة .

الحديثُ عنها لا تختصرُه كلمات.

كلّما هَلَّ  صباحٌ اسألوه فالجوابُ لديه.

(صبَاح الأمَل)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *