وَشمٌ صَباحِيٌّ (101)

Views: 481

د. يوسف عيد

 

٣١ ك١ ٢٠٢٣

 

قُربَ بيتي شيخوخةُ عرائشٍ

تروي لطفولة الخمر في وَعدِ الصَّباح سيرةَ أعراس .

نحن من طينٍ يوجِعُنا الأذى،

ويَجرَحُنا صَغيرُ الشَّوكِ ويَحمينا لُطفُ الله.

يُعلِّمُنا إزميلُ الماءِ حين يَشقُّ الصَّخرَ،

حتى العلّيقُ قربَ بيتي يَسقيه حِساءُ الآلهة.

لنا في حَوضِ رياحِ كانون مملكةٌ وحياةٌ مطرّزةٌ بمياه أصابع الغَيم،

وغيمةٌ شَيخةٌ تَلفّ رأسَها بمنديل الحُزنِ ، 

وغيمةٌ تصافحُ التُّرابَ،

وغيمةٌ أمٌّ تُمسكُ أطرافَ ابنتِها،

وغيمةٌ تتحدثُ وتروي من تحتِ إبطها حكاياتِ الخِصب،

وغيومٌ آلهةٌ تَغرسُ رِكابَها في خاصرةِ الجبل.

عَينُ الجسدِ تَلتقطُ إحساسَ الصّباحِ،

وعينُ الروحِ تَلتقطُ صباحَ الإحساسِ.

ففي القياسِ الزَّمني يكون العمرُ وراءَنا،

وفي القياسِ الرّوحيّ  يأتي العمرُ أمامَنا.

وقَبوُ البيتِ مَرقدٌ لخوابي الزّيتون،

يَغارُ من كلماتٍ لا تَخدُشُ ظَهْرَ الرّيحِ بجموحِ الحنين.

(صباح جديد لعمر جديد)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *