وَشمٌ صَباحِيٌّ (129)
د. يوسف عيد
حينَ أستلقي في حديقتي الى جذع مِئذنةٍ خضراءَ،
يَنسِجُ النعاسُ لجَفنَيَّ خيوطاً من الظلّ،
وتُكيلُني الريحُ سطوراً من الرّوح،
تَتمرّغُ الفواصلُ فيها من رَنين شَهقاتِ الأزاهير،
وروائحِ الأحباب،
وتنهُّدات الأقاحي،
ومساكنِ الشَّجر.
يُعيدُ إليَّ الغَمامُ عبيرَ زهورِ الجَّمر،
وأغاني لون النّار.
وفي جَوفِ كفّيَّ تَدقُّ أجراسُ النّجوم في مَأتم الحَفيف.
شِتاءُ هذا العام،
يبدو باكياً بلا دموعٍ،
قلبُه أخضرُ كإبَرِ السّروِ والصنوبرِ والأرز.
سأغفو عندَ مِئذنتي غَفوةَ الشّمسِ على مِخدَّة الصَّباح.