“يلعن الساعة وهيديك الساعة”

Views: 334

سليمان بختي

اذا سئلت عن الساعة فقل هي من علم ربي.

في لبنان ضجة حول الساعة التي لا تقدم ولا تؤخر وهي مثل ساعة الرب.

والدنيا ساعات ساعات بحسب صباح.

وساعة ما بشوفك جنبي بحسب محمد عبد الوهاب ونجاة.

وساعة بقرب الحبيب احلى امل بالحياة بحسب فريد الاطرش.

عال. صار لدينا توقيت عالمي جديد في العالم اضافة الى غرينتش وهو “بي ام تي” اي بري ميقاتي تايم.

وكما سمعت ان الهدف ان توفروا ساعة صيام على الناس يا ايها الصلاح. ما احلاكم لو توفروا عليهم ساعة لتأمين لقمة العيش. ساعة كرامة.

الساعة كلها مش حرزانة الوقت هو الذي يحرز. وكل ساعة آتية لا ريب فيها.

وفروا لهم ان لا يناموا على الضنك ويحلموا بالهجرة. ان لا يرشّوا الزعتر والماء على ارغفة اولادهم الى المدرسة.

اوقفوا سرقاتكم لهم. سرقة الحياة والقرش الابيض والاسود والامل بالعيش الكريم في لبنان.

صارت الناس تتأمل بالجبنة واللحمة وتكفر بالساعة التي خلقت فيها في هذا البلد.

والساعات انواع. هناك ساعة الغفلة والله يسترنا منها. وهناك ساعة التخلّي التي اخرجت وليد جنبلاط من تحالف 14اذار. وساعة نحس بحسب عنوان كتاب الروائي غبريال غارسيا ماركيز. والساعة السماعة. وساعة ديك النهار.

اما الذين اهتاجوا لأجل ساعة ووصموا الآخرين بالتخلف عن تقنيات العالم. معليش. هاتوا ساعة الحقيقة من فضلكم واتفقوا على رئيس ينقذ الجمهورية.

ساعة الحقيقة والتحقيق والإنجاز وليست ساعة التفنيص والتمريك والتكنيك..

اطلعوا من النكايات التي قال عنها المؤرخ كمال الصليبي إنها لا تبني الأوطان بل تمزق اللباسات.

بربكم كيف تتفقون على كل ما يفرق  وتتفرقون على كل ما يجمع.

كان كل شيء يطرح لنختلف عليه لا ليبنى عليه.

الغريب انه كلما هزت الطبقة السياسبة بالطاء طاء طائفية  هبت الشعوب اللبنانية لتقول رن رن يا جرس.

طبقة سياسية فاسدة مفسدة. طبقة سياسية تعيد انتاج الألاعيب نفسها منذ الاستقلال. طبقة تتلهى بالفراغ والجدل البيزنطي والبلاد تذهب الى جهنم وما بعد بعد جهنم.

شعب مهبول يقوده حكام ملاعين على وقع الأجراس والأناشيد والرقصات.

قال ساعة قال. ما نحن خارج الزمن من زمان.

نحن البلد الاخير في السعادة والاول في البؤس.ا

أكثر ما يؤلم ليس السجال الفاضي العقيم، المفجع هو اننا فقدنا القدرة النقدية على تحليل وفهم ما يحدث لنا وما يجري من حولنا ومن يصنع لنا هذا المصير.

او كما يقول الروائي البرتغالي خوسيه ساراماغو تخلينا عن مسؤوليتنا عن التفكير والتحليل  وتحولنا الى كائنات  خاملة غير قادرة على الإحساس والغضب والاحتجاج ورفض الانصياع للذل والبهدلة والشرشحة.

ذات مرة كتب انسي الحاج في ملحق النهار: “سحقا لكم جميعا على كل شيء”.

ولكنني صدقت عمر الزعني الذي قال في إحدى أغانيه قبل ستين أو سبعين سنة: “يلعن الساعة وهيديك الساعة”.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *