من مضوا تخلّى عنهم الحرّاس

Views: 151

وفيق غريزي

 

اضفر اكليلا من أوراق صفراء 

أورد النوق وسيفي يهمز الفناء 

من كؤوس خزفية اشرب رماد النار 

احث الخطى تائبا فوق انقاض السماء 

الملائكة يقظة 

الطاغية من الأموات 

من مضوا تخلى عنهم الحراس 

عل النجوم تطلق السهام 

في جنازة القمر تقرع الاجراس 

لن احني جبيني من اجل القبيلة 

متمردا بعزة على قوانين العشيرة 

يبس جفن الليل 

الدم يقطر من الأهداب 

كنت السمير الباسم 

أتلو اسماء الطغاة

احسّ النار في صدري 

وفي شرايين الكيان .

***

المعجزات تسبح في بحر العويل 

عند تخومه المدار 

الرؤى والأحلام تتحطم 

فوق الجدار 

افكّر في زهرة الريحان

 التي اثمرت قبل الآوان 

نجمة عذراء تتدلى من حفافي 

الكأس 

لا من اجل أحد

نرسم العيون على النوافذ 

فارس الصمت يجول في مدائن 

القفر 

على ذرى الاشجار يرفع راياته 

ورقة خضراء تتحدى الفصول 

يزرع سنابل الشجن على الرفاق 

وورود الزمن

مزيّن الشعر بأجنحة الطيور 

يجتاز المحن .

***

اتدثر بالعباءة التي سقطت 

في ماضي السنين 

عن كتف الملاك 

على جسر بين الأرض والسماء 

اندلعت النار في القلاع والحصون 

لن يطفىء النار سواك 

ليلك في شعرك ايتها الحسناء 

وجهك لوجهي مرآة

 بين ثدييك تتكاثف الغيوم 

كما إلى نينوى تذهب سدوم

مثل خميلة تكشف عورة الحقول 

على شفتيك تلمع البروق 

هاوية ليس لها قرار

 هي من بقايا اشلاء الكمان 

آه تخترق الأقواس جسم المكان . 

***

ايتها المرأة انت هي الأرض اليباب 

نحن لك الخصب والإخصاب 

جسدك نبيذ معتق يسكر السمار 

قلبك على وجه موجع زبد 

تدفعه مجاذيفنا إلى شواطىء الليل 

يا طائر الخرائب رفرف فوقنا 

نحن نيام 

تتوسدين الثرى، حولك نشرب الأنخاب 

على اضرحة العالم وفوق نعش الكائن الانسان.

***

نسّاك النهار يقرأون في الكتاب 

وفي الليل يديرون مواخير الفساد 

أبالسة بأثواب ملاك 

ينثرون في الصحارى الغرس والبذار 

أعطتنا المشيئة ايد وأرجل  

تصعد بنا نحو الجبال 

حمل صغير يهرب على اصابع 

من نار 

كيف امضينا سني العمر 

وسط الزحام 

يدي تفيض بالآلام 

وضعتها في ميزانها الأحزان 

فترجّحت كفتها على كفتي أنا

 جسرا خاويا بين الثرى 

والثريا والبهاء .

***

دخلت في منتصف الليل 

وفؤوس الاحلام تنهال على  

عظم الكيان 

تطفو على وجه البحيرة 

مثل أحداق اللبان 

سجادة عتيقة فرشت بيننا 

يمشي عليها مبهم وغامض 

امراة تغرز في عيوننا 

اصابع من نسيج ألزبد .

 ايتها الاشجار أوراقك تلمع 

في الليالي المظلمات 

لم يقيض لشعري ان يبيض 

مثل هجير النهارات .

***

الطيور المهاجرة.. الحرية..

منذ دهور اجتزتها الأسوار 

اعلى الغصن المذهب من زمان 

والبحر فوقنا 

اسقط نجمات الفجر في قيعان 

عميقة 

اغني.. احوك بيننا سورا 

من ضباب 

تتأهب الأنصال منذ الآن 

الـموت لا يمهلها قرب المرايا 

منزل النسيان يعبق بالعفن .

***

يغشى الحداد الشاعر المكلوم 

من اجله تصدح الأطيار 

وتقرع طبلة الطحالب 

والعانة البلهاء 

من يملأ أوعية الرماد؟ 

ويطعم القلوب الجريحة 

سحب وعواء مكتوم 

تمتطي صهوة الجنون 

ترمي شباكها .. تصطاد الجفون 

حاسر الرأس يطل الفارس الميمون 

يحمل ترسه ابتسامة الفجر 

والمنتور 

يبقي سيفه مسلولا

تنبت فيه طحالب العصور ….

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *