وجدت… أم لم أوجد بعد؟

Views: 171

وفيق غريزي

 

غرفنا الظلام حتى الثمالة 

وجدنا الكلمة التي أنبتت الخصوبة

في الأرض البوار 

زهرة.. كلمة عمياء 

تهتم بالماء 

نمو حقل بعد آخر 

برعم يتفتح بعد برعم آخر 

امرأة نجمة.. حجارة عمودية 

ضوء ملطخ بالأنفاس 

عليه بقع من دماء 

ظلال الأيدي تقرع الأجراس 

عيون عمياء عن الوجود 

في دهاليز الفناء 

توغلت في عمق اعماق الزمان. 

 

***

ضوء ساطع 

منحدرات تتثاءب في وجه السماء 

الأشواك تغازل الجراح 

يدق في لحمها المساء..

 اللاشيء يدفع انهاره من اجل الصلاة 

والدعاء 

شراع الدم ينأى عن الشطآن 

بارد السرير خلفي إلى الأرض 

تتحول ساعاته إلى أغصان 

في غابة النجوم 

القنوات النبيذية في الطين 

فاكهة حجرية. 

***

في فضاء الفم. قابل للمس 

اشجار مظلمة 

أيها الضوء لا تبحث عن الأشياء 

ابق.. ويا خيط العنكبوت 

التهم فرائسك 

صالح للاثنين 

ملموس وغير ملموس 

الاثنان يتحدثان عن آثامه الإنسان 

الاثنان يرغبان الفناء والبقاء 

دمامل الأوراق. براعم الجفون 

غريب هذا الوقت.. مغمض مجنون.

***

أيتها القبور المرمرية 

تحت إيقاع

 خصوبة السنين 

حول المدارج اللولبية 

حمم، أيها الحجر 

الدائم الاشتعال في قلب الضجر 

قنديل حجري فوقه قنطرة 

جبهة الحيوان فضة، لغزه المشع 

حفروا هكذا، طوال الليل والنهار 

لم يحمدوا الخالق الوهّاب 

حفروا ولم يسمعوا 

لن يصيروا حكماء 

لن يكتبوا الآيات والأشعار 

ليس لهم لغة 

يتحاورون بالإيماء.

***

جاء الصمت والاعصار 

جاءت البحار والأنهار 

كلنا نحفر في عمق الزمان 

مت قهرا ايها الحفّار الغريب 

مشيت خببا عبر الثلج والصقيع 

على طريق الجلجلة 

نحو الاله، إلى البعيد والقريب 

هذا كان آخر منفى لي

حول حظيرة الإنسان 

هو كتب، كذب صهيلنا 

لكي يكون في احدى لغاتنا 

التي ما تزال في عالم النسيان. 

***

في زمن المعراج 

انتصبت امامنا كنيسة 

جاءت مع الرياح

تطفو على الأمواه 

تحدثنا عن الاله، 

تحدثت أنا معه وضده في آن 

تركت قلبي يحلم بالامان 

بكلمته المقدّسة المخنوقة 

هبة السماء 

عيونكم أبصرتني، حدّقت نحو البعيد 

افواهكم تكلمت، بالشتائم والعويل. 

***

دروب المجرات وعرة 

الوقت هذا أضاف 

ثقل الليالي إلى ثقل موتانا 

هاكني اذوي قبل الاوان 

ورود النجم مأسورة بين 

السماء والحضيض 

عبر ذاكرتي 

كان ضياع رهيب 

ذو حضور منظور 

هل وجدت على هذا الكوكب 

ام لم أوجد؟ 

لست ادري.

***

لا أحد يعجننا من ماء وطين 

لا أحد يزعم انه غبارنا 

منذ آلاف السنين 

طوبى لك أيها اللاأحد 

لأجلك نريد أن نزهر.. ونثمر 

في حقولك 

سنبقى في ذاكرة الأيام 

زهور اللاشيء 

نماء اللاأحد 

مع القلم الذي سطر الأروح 

مع خيط الدخان الذي امتد

الى آخر المكان 

أطلق سراح اعضائي 

على مخدات الرخام.

 

***

انفصلت عنك أيتها الحياة 

وجدتك بلا قلب.. بلا حنان 

مبتورة اليدين والرجلين 

ابو ذر جاء عبر البراري الوعرة 

في المنفى 

وقفت سحابة بيضاء 

من النبل والطهارة. قال لي :

لنا الكلمة على اللسان 

لكنتها عربية، عربية الجنان

قد كنا بحاجة اليها 

ليحل الوفاق.. والأمن.. والسلام 

في أكواخ الفقراء 

وليعم الخراب في قصور 

اللصوص السفهاء…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *