أنطوان أبو زيد في”إسبرانسا” يحفر  قصيدته بالصمت والحدس

Views: 349

سليمان بختي

يتوغل الشاعر والباحث والناقد انطوان ابو زيد  عميقا في حوار الذات في مجموعته الشعرية الجديدة “اسبرانسا”  (عن منشورات لازورد في142   صفحة). يحاول صاحب” نبات اخر للضؤ” ان يتحد ى قدره المرسوم . ان يبدل يوما بيوم او خطأ بخطأ علّ الحياة تستقيم في منحاها المصمم. يسعى مثلا  لان يشارك  او يحمل العبء الصعب في تحية لثلاثة شعراء هم  فوزي يمين ونهيد درجاني وفيوليت ابو الجلد. وفي ترتيب مختلف لهذا العالم، يحاول بالشعر تفسير ما لا يفسر على حد قول بونفوا.  يسأل  انطوان ابو زيد عن ماهية الأنا  وحدودها وعن دور الشاعر في التقاط الأفكار والكلمات والصور في زمن يتمحور فيه العالم على الآلة وتقنياتها وعلى المادة وتصاريفها. وليس بالطبع على الانسان والأفكار والمشاعر  والروح .

    وهل عزت  الأمكنة بالروح في هذا العالم. كان الشاعر اصبح صاحب ثأر على هذا العالم البلا روح. ولكن ما يفعله الشاعر هنا هو ان لا يثأر من ذاته ولا من العالم ولا من اللغة او الشعر. يقول: ثأري منه واحد/ اجمع ندوبه في راحتي  وانهض منه/ كما ينبغي أن تكون وأحيا /”.

يغرف ابو زيد من يوميات مثقلة او محملة بالتعب او الحوار الداخلي أو العزلة او التخييل المرتبط بالقصيدة وحدودها، او في ذلك التأرجح المضني بين اليقين واللايقين،  او الامل الناحل بزمن اخر مختلف.”اريد فقط زمنا اخر/ لولدي وامراتي/ جبالا اخرى/ لحنا غير هذا/ يقول. وهو الواقف بلا زمن بين يديه ولا حطام اسمه بلاد بل نثار ضواحي.هكذا وكأن الزمن يضعنا على أهبة قرار مختوم . على شفير هاوية ما.  تمر في قصيدة انطوان ابو زيد صور أو مشاهد  من حياة عادية  تاتي من كلمة من سرد هو الشعر نفسه وصوره نابعة من قلبه لا مسقطة عليه. وهناك رموز تغني دلالاتها النص وتثريه. رموز مثل شجرة الاروكاديا وزيوس  وغاندي وسندريللا  وغيرها. وبكل هدوء وصمت وارف وغنى الحالة الداخلية تكرج الكلمات في القصيدة. يصور الحالة بالكلمات. بين لعبة النسيان وجسارة الأسئلة ومشروعيتها تمضي القصيدة الى اقاصي الروح. أسئلة  حول نهاية العالم الذي ينتهي بالصمت والانين بحسب تي سي اليوت.

أسئلة  عن المفقود في أول العالم والغياب في آخره. ولكن الى اين يأخذ الوجه؟ الى اين يمضي بالروح؟ ” من الان فصاعدا/قد يشترينا  الغد /بدمنا البارد/ ويغلق النافذة الى المتاه المستعاد/”.

الشاعر والباحث والناقد انطوان ابو زيد 

 

لا شيء في قصيدته يقف بينه وبين استمرار الحوار مع الذات والآخر. يلمس عالما منقضيا او رتبة من خواء.هذا الخوض يدفعه إلى سؤال الكتابة او جدواها او حتى فعاليتها  في  الوقت العاري او في المدينة. انه يكتب :”لمن عيناه هنا /تحييان كل نبرة / او نسيم عابر/”. ولكن من يعرف الحقيقة من الوهم من  الظل.وكيف ينتهي  كل ذلك في لجة الجوع او لجة الضحك؟  وهل باستطاعتنا أن نعبر الغابة وحدنا؟

يغالب القول الحالة دائما في شعر انطوان ابو زيد. ولكن ثمة خلف الرمز المفتوح كطرقة الباب  نحو الافق او نحو الروح.

 اخيرا. في ختام المجموعة الشعرية “اسبرانسا” ثمة القصيدة والطيف الهادىء. وهناك يهمي المطر ويهمي الشعر.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *