عجائب مدينة المرافئ والأصداء

Views: 280

وفيق غريزي

 

مدينة المرافئ والاصداء 

مدينة الرخام والأهواء 

تمرّدي، لا من أجل السلام وحده 

بل لتستعيدي ذاتك من براثن الذئاب 

لا تخافي…

 لا تستسلمي للمجوس والذباب 

تطلعي إلى أبنائك الأحرار 

جسّديهم كم جسّدوك 

وافتدوك بالأرواح .

 ***

لم أتوقّف أبدا من اجل الموت 

هو الذي توقّف من أجلي 

لم يكن في الطريق سوانا 

نحن والخلود 

سرنا ببطء، ولفرط كياسته 

تركت خلفي كل شيء 

وكذلك أهوائي ورغباتي…

الحزن ثعبان

 يختار الجحور كسوة في الصدر 

ليكون مسكنه الخفي 

عن عيون الباحثين .

***

الحزن خبيث لئيم 

يفتح أذنيه

ليسمع جرف كينونته مع الاعصار 

أفضل الأحزان من يفتقد اللسان 

كي لا يكشف الأسرار

احرقوه في لهيب النار 

ربما بالحقيقة تنطق الجمار 

ايتها المرأة يا زوجة عند الشروق 

ايها الفجر الفتي 

في منتصف الليل لم تزل المرأة عذراء

كم من الوقت تحتاج لتغدو 

عروسا؟

***

أختبئ من الأمطار

تحت ظل شجرة معمّرة

في كل مجلس كان مقعدي 

الأقرب إلى النار 

إذا ما دار حول العشق الحوار.

قبل أن يغيّر الزمان شكلي 

إثر تعاقب السنين 

ما من امرأة هناك 

تدير وجهها صوب الشجرة المعمّرة 

ورغم ذلك كل النساء اللواتي 

احببت أن يبقين في ذاكرتي 

إنني العن الزمان 

الذي غيًر شكلي ومظهري .

***

جعلت من قصيدتي رداء 

توشّيه المعاني والصور 

والرؤى الجميلة من القدم إلى الحنجرة 

لكن الحمقى مزقوها

نثروا حروفها في كل مكان 

وكأنهم هم من كتبوها 

دعيهم يأخذوك أيتها القصيدة 

فرزقنا سيكون أوفر 

إذا ما مشيت في قلب النهار 

عاريا بدون الثياب .

***

اطارد الأفق البعيد 

ظلي يلاحقني.. الافق يهرب 

يقلقني هذا المصير .

في البرية وجدت كائنا يعترض الطريق 

يحمل قلبه في يديه 

ينهش منه سألته:

أطيب المذاق هو؟ 

أجابني: انه مر كالعلقم 

لكنني أحبه لأنه مر

ولأنه قلبي .

وقفت على تلة عالية 

رأيت تحتي 

حشدا من الأشرار ملثمين 

كي يخفوا عارهم عن الأنظار 

يركضون.. يتقاذفون 

ينغمسون في الرذائل والخطايا .

***

التقيت شاعرا رائيا 

يحمل كتابا من الحكم 

قلت له :

لا تظنني قاصرا 

اعرف الكثير مما يحتوي الكتاب 

فتح الكتاب امسكه امامي 

فجأة عميت .

السم يجري في شرايين الظلام 

الزهر موات 

يصعد من بحيرة الدموع 

علها الكينونة المجيدة هناك 

تلك الحقيقة اليتيمة 

في هذا العالم المتخيل 

من هذا الضياء 

من العقل الكلي البهاء 

نبني لنا بيتا فوق اهداب المساء 

حيث كوننا معا.. يكفينا 

العقل الخالد لا يستريح

الإنسان يريد الهروب 

أن يعود الى ما تم تكوينه 

حتى الآن…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *