أغنية “زي الهوا” لعبد الحليم حافظ بطلتها حبيبة من لبنان

سليمان بختي 

تعتبر أغنية” زي الهوا”  1970 لعبد الحليم حافظ وكلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي واحدة من أجمل ما غنى حليم في السبعينات. لحنها بليغ حمدي في مقام البياتي مع حضور مميز للساكسفون والغيتار الكهربائي والاوكورديون  والمزمار الشعبي. وقدمت الاغنية في حفلات كثيرة في القاهرة ودمشق والاسكندرية  وتونس  وبيسين عاليه لبنان ودمشق وباريس. وهي أول اغنية غناها حليم بعد رحلة علاجية طويلة في لندن امتدت لأشهر. ولكن ما هي قصة هذه الأغنية الشهيرة؟

 يروي الشاعر محمد حمزة قصة هذه الأغنية لمجلة “صباح الخير” عدد حزيران 2010 ويقول:

استدعانا حليم  على وجه السرعة الى منزله بليغ حمدي وانا. بادره بليغ:” خير يا حليم”. صمت برهة ثم قال : “تعرفت في بيروت على فتاة لبنانية شديدة الجمال والرقة والعذوبة. وشعرت تجاهها بالحب وقررت الزواج منها. تصور …وصلني اليوم برقية عاجلة هي دعوة لحضور زفافها الذي باغتني واحزنني والمني . هيه دي الحكاية. حكاية زي الهوا كما قالت لي وطارت في الهوا”، فسأله حمزة :”ما الذي تريده يا حليم الان؟ قال:” اكتب اغنية عن قصتي الحزينة مع هذه الفتاة اللبنانية الجميلة التي اقنعتني بالزواج ثم تركتني لتتزوج ابن عمها ابن العائلة العريقة في لبنان”.

يتابع حمزة:”في لحظتها شاهدت الدموع في عيون حليم. وفي لحظتها كتبت:” زي الهوا يا حبيبي واه من الهوا يا حبيبي/ وخدتني من أيدي يا حبيبي ومشينا /تحت القمر غنينا وسهرنا وحكينا / وف عز الكلام سكت الكلام / واتاريني ماسك الهوا بايديا/ واه من الهوا  يا حبيبي اه من الهوا/ وفضلت مستني باماني  ومالي البيت بالورد بالشوق بالحب والاغاني يا حبيبي/  بشمع قايد /  رميت الورد طفيت الشمع يا حبيبي/ والغنوة الحلوة ملاها الدمع يا حبيبي/ وف عز الأمان ضاع مني الأمان/ واتاريني ماسك الهوا بايديا/ واه من الهوا يا حبيبي/”.

قرأ حليم الكلمات وقال: “رائع رائع  … حتى الكوارث بتستغلها يا حمزة “.

التفت إلي بليغ وقال:” ايه رأيك؟ …

بعد ساعات انجز بليغ تلحين الكلمات واكتملت الاغنية وذاعت وانتشرت لتصبح واحدة من كلاسيكيات الغناء  العربي.

غناها بعد عبد الحليم هاني شاكر واليسا وشيرين  وفضل شاكر ووائل جسار وصابر الرباعي وأصالة نصري  وجورج الراسي وشهد برمدا  ومحمد عساف وعبدو شريف ومي فاروق ومحمد خيري واسامة بعلبكي وباسكال مشعلاني ومروان علي وغيرهم.