إلى حتفنا تقودنا الطريق
وفيق غريزي
منذ الأزل توزع الآلهة حنينها الرتيب
ثم تتلاشى كنهار من الشقاء
بين عدمين
الكائن الإنسان في فراغ من هباء
فوقه تلمع سخريتين
سخرية القدر العمياء
وسخرية الكون الشارد في البغاء
أيها الطاغي المنتفخ دوما
من دون افتخار
نيرون انت مكلل بالعار .
***
اقول الحقيقة جهرا
من يهوي، يحلق مجددا
وينطفئ
العزف شهيق
الزفير تفرّد
لأطلق النداء
وأسقط من جديد
وقف عهدي عليه اكيد
يا لعزي الموَلَّه
في رجاء،
في حنين مُدَلَّه .
***
النفس عزفا.. لحنا.. ونغم
حشد الحواري كتل من لحم وعظم
يا لهذه الاجراس تقلق المساء
تنذر بالويل لا بالرجاء
التحقيق يلغي من قاموسه التحقيق
إلى الحتف نجتاز الطريق .
***
آه، لو تبارينا ندوس الحياة
اكثر من ذلك قد صرنا عتاة
المرأة توأم الدهاء
لن نريد الكون شفاعة
الأرض خمّارة عهر ونبيذ
نحيا وسط العماء
الفجر أكثر سوادا من المساء
ظننا انتهى
يبقى جناح
قناديل الليل تضيء وجه الصباح
مثقل بمتاعب الأسفار
عندما تحتضر الأطيار
يدخل التاريخ في كهف
يوصد خلفه الابواب
جاء، انكرنا من جاء
راح ولم يحدث شكوكا
كان زمان
حوّل قلوب البشر كتلا
من حجارة ومن حديد…
منذ اجيال شيء يتكدس
إنه الحب المقدس
يسكب الاضواء للعمر الفتي
في مدائن من حجر .
***
الأيام تمضي
البشر يتكاثرون
لا يصمدون
بعضهم امام بعض
أواصل التحديق
اعيش على الأرض
سحائب تمضي
ليس لها تحقيق
مصائرنا تديرها اذرع الفناء
ها هي تتجاهد ضد الغباء
ها هي على اهداب الضياء
فوق عتمة وجوهنا الدكناء
عشقنا ايضا سخاء
لنرقد في مضاجعنا مطبقي الأجفان
صور ركائزها تتفجر في اللاوعي
من وراء الجدران .
***
من هناك.. على الآفاق
تشع قطرات الدماء
ومن هنا على الأمام
تذر بذورها الأوهام
رجل ساذج يعزف على الناي
يفيء الى غوطة غناء
تتلاقح الخراف بالآذان
بأثداء من عناقيد الدوالي
من عبيد وقطيع من رغاب
غرائبي يثيرها نامي الرجاء
فصلت نعاج مدينتي
عن خراف ذاتي .
***
النجوم العطرة
حرقت الأفواه النهمة
التي تكشف عن صورتها الدفينة
النعاج تثغو في حظائرها
جوعا.. وحرمانا.. وشقاء…..