قبيل حلول السنة الجديدة
د. جان توما
زادَ العمرُ ، وزاد وَهَنَ الْعَظْمِ ، وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا، إذ جاء في الكتب؛ الإِنْسَانُ مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ. كَذلِكَ يُزْهِرُ كزهر الحقل، لأنّ الرّيح إذا هبّت لا يكون، ولا يُعرف موضعُهُ بعد.
كم عددُ الوجوهِ التي ألفناها وكانت ملامحُها أسوارَ سلامنا وهنائنا. هذه السنوات المكدّسة حملًا، دمّل الكتفين، وأتعبَ الركبتين، صارت زادًا لما بقي من عدّاد الأيام، كأنّ الحمل الثقيل يخفّ حمله كلّما ارتكض جنين في رحم أمّ، وكلّما ابتسم مولود للغدّ الآتي أملًا ، أو كلّما ضوّأ في القرية بيت جديد.
امضِ إلى غدك بفرح، ناظرًا إلى الآتيات بُشرى، ولا تلتفت إلى الوراء فما مِن أَحَدٍ يَضَعُ يَدَه على المِحراث، يسهو بما فعل عما سيفعل ويبدع. سيخدعك العالم بمؤثراته الصوتيّة، فاحرص على التمسّك ببداياتك، بطفولتك، بعمرك الذي كان.