سجلوا عندكم

الأسئلة الساذجة

Views: 681

خليل الخوري 

يسأل اللبنانيون، عن حقّ: هل في هذا البلد المعذَّب من يقدر أن يعطيهم جواباً واحداً حول إحتمال وجود أفق واضح (يا سيدي، ربما قريب من الوضوح) لهذا الإرتفاع الجنوني في سعر الدولار إزاء الليرة اللبنانية؟

وهل وصلت العملة الوطنية إلى حيث لم يعد لها قيمة على الإطلاق؟ وأضحى سعر الورق فيها أكبر من سعر المال؟

هل قام مسؤول بجولة على الأسواق ليرى بأمّ العين مشهداً هو أقرب إلى لوحة “سوريالية” يختلط فيها الذعر بالجنون والجشع بالتساؤل، والصدمة بالغضب، والحيرة بالجوع؟ وماذا ستكون الحال عليه، أمام هذا الواقع غير المسبوق من مواجهة الحاضر المخيف والمستقبل المجهول والآتي الأعظم؟

ما هو مصير العام الدراسي أمام الإتجاه لإقفال مئات المدارس الخاصة؟

ماذا سيكون حال الذين “تكدّست” عليهم السندات؟

ماذا ينتظر الذين ضاقت بهم سبل الحياة وأُقفلَت أمامهم الأبواب، بعد فقدان فرص العمل ناهيك بالبطالة المُستشراة حالياً وعلى إزدياد؟

كيف ستكون المرتّبات والتعويضات وجنى العمر في نهاية الخدمة ما يصُحّ فيه القول إنّ القرش الذي كان أبيضَ صار أسودَ في ظلمات تتناسل ظلمات؟

هل بات إحتياطي لبنان من الذهب، المُصان بحكم القانون، مطروحاً للتسييل؟ وهل إذا سُيّل سيكون ذا فاعليّةٍ في الإسهام بمواجهة الأزمة، أو أنه سيذهب بدوره هباءً منثوراً؟

هل من ملامح قريبة أو بعيدة لمُنقذٍ يأتي من حيث لا يدرون فيوقف هذا الإنهيار، ولا نقول يُعيد البحبوحة والإزدهار وأمناً إقتصادياً – إجتماعياً إفتقدناه كلياّ؟

هل من يُخبر الناس لماذا هناك تسعيرة، وإن وهميّة، لبيع العملة الخضراء وشرائها، بينما يتعذّر إيجاد دولار واحد يمكن شراؤه من الصرّافين، أو إخراجه من المصرف؟

لم يعد اللبنانيون يسألون عن مصير ودائعهم، ولا عن الأسعار الأربعة للدولار، ولا عن حياتهم التي باتت قهراً وحرماناً وقرفاً. إنهم يسألون فقط: أما لهذا الليل من آخر ؟!.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *