تكريم محمد صالح بن عمر الناقد الطلائعي في تونس
نظّم منتدى الفكر التنويري التونسي ندوة فكرية لتكريم الناقد الطلائعي محمد صالح بن عمر بقاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة، تحت اشراف شيراز العتيري، وزيرة الشؤون الثقافية في تونس، وبحضور يوسف الاشخم مدير المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية ومجموعة الفنانين والادباء والمثقفين.
محمد المي
“اسمحوا لي باسمكم جميعا ان نرحب بأستاذنا الناقد الكبير الدكتور محمد صالح بن عمر وان نقول له عفوا ان تأخرنا في تكريمك وانت الذي كرمت مختلف الأجيال وكتبت وآزرت وساندت جهود المبتدئين من الكتّاب وأخدت بأيديهم حتى اصبحوا أسماء لامعة في دنيا الادب والكتابة” بهذه الكلمات افتتح محمد المي، المنسق العام للندوة الفكرية، اللقاء الذي خصص للاحتفاء وتكريم الناقد الطلائعي محمد صالح بن عمر.
وأشاد المي خلال كلمة الافتتاح بالدور الذي لعبته المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات الثقافية والفنية في استئناف أنشطة المنتدى الفكري التنويري التونسي رغم الظروف الصحية الاستثنائية التي مرّ بها العالم وحرصها على توفير الظروف المادية والمعنوية، خاصة في كسب رهان طبع النسخة السابعة لسلسلة اعلام الثقافة التونسية الذي يوثق مداخلات الندوة الخاصة بتكريم الناقد محمد صالح بن عمر، تحت شعار “وردة وكتاب” لكل مبدع وفنان كرّس حياته في خدمة الادب والفن والثقافة ورفع راية الوطن في كل المحافل الأدبية والعالمية .
وأكدّ محمد المي ان الهدف الأساسي من المنتدى التنويري التونسي الذي انطلقت أعماله سنة 2017 احياء وتخليد ذكرى أعلام الثقافة والادب في تونس، مجددا شكره ليوسف الاشخم، مدير المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، على الدعم والتشجيع حتى انه كان من المساهمين في اصلاح الأخطاء اللغوية قبل نشر الكتاب وفق تعبيره.
يوسف الاشخم
“هذا ليس تكريم، بل مقامكم ارفع من هذا ونحن من جانبنا اردنا الاحتفاء بكم بهذه اللفتة الكريمة منكم فشكرا على هذا اللقاء ” هكذا رحبّ يوسف الاشخم بضيف شرف الندوة الفكرية الناقد الكبير محمد صالح بن عمر، مثمنا مجهودات السيد محمد المي في احياء الذاكرة الأدبية التونسية من خلال هذه الندوات، مشيرا إلى ان الدافع الرئيسي للعمل على هذه المبادرات هو الأثر الذي سيبقى لتكريم مبدعي تونس وتوثيق آثارهم الفنية كي لا تندثر مع مرور الزمن، معربا عن دعم المؤسسة اللامشروط لمثل هذه المبادرات.
معرض وثائقي ومداخلات
“ليس من السهل على ناقد تعود طيلة اكثر من ربع قرن عن الحديث عن غيره ان يتحدث عن نفسه، لذلك لا يسعني الا التعبير عن سعادتي بهذه اللفتة الكريمة التي حبتني بها وزارة الشؤون الثقافية بعد مرور ثلاثة وخمسين عاما على انطلاق تجربتي النقدية التي بدأت سنة 1967” بتأثر كبير ووسط تصفيق الحاضرين في القاعة هكذا عبّر الناقد محمد صالح بن عمر عن امتنانه وسعادته بهذا التكريم، مؤكدا دعمه لكل الفاعلين في القطاع الادبي والفني.
افتتاح الندوة كان بمعرض وثائقي لخّص السيرة الذاتية والأدبية للناقد محمد صالح بن عمر، واستعرض مجمل اعماله في النقد والسرد والادب التونسي قبل ان تنطلق اشغال المنتدى بالجلسة الفكرية الأولى التي تراسها يوسف عبد العاطي الذي تحدث عن سيرة الناقد الطلائعي محمد صالح بن عمر الذي قدم طيلة مسيرته اكثر من 220 محاضرة في كامل تراب الجمهورية وهو الحائز جائزة الادب والفنون سنة 2010، كما احدث سنة 2014 سلسلة من الكتب جمعت وجوه شعرية من العالم قبل ان ينشئ سنة 2015 مجلة الكترونية نشر فيها لـ 800 كاتبا وشاعرا عالميا، وكان اول من خصص ندوة فكرية للحديث عن الشاعر الراحل عبد الله القاسمي سنة 2018.
المداخلة الأولى كانت بعنوان “محمد صالح بن عمر رفيق درب أيام الطليعة” تكلم فيها احمد حاذق العرف معددًا خصال صديقه ورفيق دربه أيام الحركة الأدبية الطلائعية محمد صالح بن عمر واصفا إياه بالهادئ، المنصت، معتدل المزاج والحريص على الإيفاء بوعوده والتزاماته تجاه الاخرين مهما كانت الصعوبات والعراقيل، وهي الصورة التي ترسخت لديه خلال تلك السنوات الصاخبة رغم حدة الصراعات التي تخاض آنذاك وفق تعبيره.
اما مصطفى الكيلاني فتحدث في المداخلة الثانية عن محمد صالح بن عمر ناقد الطليعة الأدبية في تونس، فاعتبره رمزا من رموز الحركة الثقافية في تونس واقتصرت مداخلته على طرح أسئلة آملا في الحصول على الإجابة من ضيف المنتدى بن عمر.
“هنيئا لك وتستحق هذا واكثر” بهذه العبارات بدأ عمر حفيظ مداخلته عن أسس ومقومات بنية المقال النقدي عند محمد صالح بن عمر الذي كتب 33 كتابا في الادب التونسي مؤكدا ان هذا المنجز النقدي يحتاج الى جهد جماعي لتأمله والوقوف على تفاصيله.
وفي نهاية الجلسة الفكرية الأولى تحدث محمد الصالح البوعمراني عن بن عمر وشعر شعراء التسعينات ليبين الدور الذي قام به محمد صالح بن عمر في التعريف بشعراء التسعينات والتقاط اهم سمات شعرية نصوصهم.
اما الجلسة الفكرية الثانية فكانت برئاسة عز الدين المدني وشارك فيها أحمد ممّو، مصطفى المدائني، منوبية بن غذاهم وشادية الطرابلسي وتمحورت حول محمد صالح الناقد للسرد التونسي، القارئ لادب أبو القاسم الشابي، المنهج الاحصائي والمترجم للشعر التونسي .