سجلوا عندكم

موقف الاتّحاد الروسيّ والرئيس فلاديمير بوتين من كارثة انفجار بيروت يوم 4 آب 2020

Views: 41

د. إيلي جرجي الياس

 

*الحلقة الرابعة من سلسلة القيادات الروسيّة والسوفياتيّة ١٩٠٠-٢٠٢٢، رؤية تحليليّة واستراتيجيّة!!* 

 

على ضوء العلاقات الديبلوماسية والسياسية الممتازة بين الاتّحاد الروسيّ والجمهورية اللبنانية، وكون مالك الباخرة روسوس التي نقلت 2750 طناً من نيترات الأمونيوم من مرفأ باتومي في جورجيا إلى مرفأ بيروت – وسبّب تخزينها هنالك كارثة انفجار بيروت يوم 4 آب 2020 – إيغور غريتشوشكين، روسي الجنسية، بالإضافة إلى أنّ قبطانها بوريس بروكوشيف، روسي الجنسية أيضاً، كان التعاون الروسيّ – اللبنانيّ قائماً وفاعلاً لحلّ ملابسات هذه الكارثة الخطيرة والمعقّدة، والتي أودت بحياة أكثر من مئتي شهيد، ناهيك عن الجرحى والمصابين وأصحاب الإعاقة.

https://davidsinstruments.com) jpg” alt=”” width=”642″ height=”400″ srcset=”https://aleph-lam.com/wp-content/uploads/2022/08/DR.-Elie-Elias-soviet-leaders-1-1-1-300×187.jpg 300w, https://aleph-lam.com/wp-content/uploads/2022/08/DR.-Elie-Elias-soviet-leaders-1-1-1-1024×639.jpg 1024w, https://aleph-lam.com/wp-content/uploads/2022/08/DR.-Elie-Elias-soviet-leaders-1-1-1-768×479.jpg 768w, https://aleph-lam.com/wp-content/uploads/2022/08/DR.-Elie-Elias-soviet-leaders-1-1-1-1536×959.jpg 1536w, https://aleph-lam.com/wp-content/uploads/2022/08/DR.-Elie-Elias-soviet-leaders-1-1-1.jpg 1777w” sizes=”(max-width: 642px) 100vw, 642px” />

 

وتأكيداً لإرادة القيادة الروسية العليا الثابتة في دعم لبنان ونصرته في قضاياه المحقّة، تعهّد الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، بالبحث الجديّ في تقديم صور الأقمار الاصطناعية الروسية، الخاصة بانفجار مرفأ بيروت، إلى السلطات اللبنانية المختصة، جازماً أنها موجودة وبالفعل، وإذا كانت ستساعد سنقدّمها بالطبع. وتطرّق الرئيس الروسيّ إلى  انفجار مرفأ بيروت بشكل مفصّل، خلال مشاركته في الجلسة العامة لمنتدى فالداي، يوم 21 تشرين الأول 2021، معرباً عن تعازيه الحارة للشعب اللبناني، ومؤكّداً أنه علم بما حدث من وسائل الإعلام، قائلاً وشارحاً: وصلت مادة نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت قبل سنوات، وحسب ما فهمت، كانوا يريدون بيعها بسعر مربح، ولكن حصلت خلافات في شأن تقاسم الأرباح… أعتقد أن هذا ما كان وراء هذه المأساة…

وبالفعل لقد كانت روسيا أمينة وصادقة في توجّهاتها السياسية، ووعودها الديبلوماسية، فأمّنت للبنان صوراً من الأقمار الاصطناعية الروسية، التُقطت قبل انفجار مرفأ بيروت وبعده، في تشرين الثاني 2021… وهذه الصور لا بدّ أن تساهم في تنشيط التحقيق، سواء بشكل مباشر، أو غير مباشر…

 

وعلى سبيل المثال لا الحصر، في الحرب الأوكرانية الأخيرة، لقي سبعة أشخاص مصرعهم وأصيب أكثر من 60 شخصاً نتيجة قصف أوكرانيّ على مدينة نوفايا كاخوفكا بصواريخ هيمارس إم إل آر إس الأميركية، يوم 12 تموز 2022. والمثير للعجب في هذه القضية، أنّ رئيس الإدارة العسكرية والمدنية في منطقة نوفايا كاخوفكا، فلاديمير ليونتيف، قد اعتبر أنّ تداعيات الضربة الأوكرانية على نوفايا كاخوفكا يمكن مقارنتها بانفجار مرفأ بيروت يوم 4 آب 2022، حيث انفجرت نترات الأمونيوم بشدّة، وهذه كارثة كبيرة على المدينة.

و انطلاقاً من كلّ هذه المعطيات، للاتّحاد الروسيّ والرئيس فلاديمير بوتين شخصياً، الدور الرئيسيّ في دعم لبنان، لفكّ لغز كارثة انفجار بيروت يوم 4 آب 2022، انطلاقاً من الأبعاد الدولية الكثيرة والمعقّدة…

***

* د. إيلي جرجي الياس، كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *