في رثاء الفنان محمد علي الخطيب… شاعر الزمن القُرمُزِي
لامع الحُرّ
يأتي إلينا على بِساطِ السندباد، كأنه يحمل أمواج البحر، ليراكمها على الشاطيء، حتى تنسج الريح منها ملامح العمر الدي يختَمرُ على إيقاع الحب الذي ينبع من شرايين هذه الأُمة، ليعطيها نبض الحياة و أريجها النامي على الصخر كأنه الزوبعة التي تكتمل على إيقاع صَريرها الصاخب.
محمد علي الخطيب شاعر الحب المتجسد رؤىً تُعطي.. و تُعطي.. كأنها على موعد مع الإبداع الذي يتسرمد فاتحاً بابه الطروادي أمام حضارات العالم.. (https://yellowtail.tech/)
محمد علي الخطيب فنّان تشكيلي يُحلِّق بعيداً مع مسامات الحرية التي تعيد إليه ذلك الألق الرؤيوي و تزرعه سنديانةً تتجذر في الزمان لتكون فِتْنَتَهُ المعهودة.
محمد علي الخطيب كاتب مسرحي من طراز الكبار الكبار. يرسم شخصياته بحسٍ إنسانيٍ عميق. و بريشة تأخذ من الشعر بعده الجمالي، و ألقه المُبين.. مُثِّلَ الكثير من مسرحياته في لبنان، و في عدد من الدول العربية و قد أخرج معظمَها بنفسهِ مؤكداً أنَّ المسرح الناجح هو مسرح الكاتب المُخرِج الذي بإمكانه ترجمة رؤاه إلى فعل مسرحي يُحاكي الواقع، و يتجاوزه في الآن نفسه.
محمد علي الخطيب الباحث الحصيف الذي يعرف كيف يغوصُ عميقاً، ليصل الى استنتاجات ٍلم يدركها أحد من قبله، لكأنّهُ منذور ٌ للفعل الذي يحصد اللؤلؤ من اعماق البحار.
محمد علي الخطيب مُثقّفٌ كبير، عاشقٌ للتُراثِ العربي، ومزروعٌ في حدائقه المرجانية ليغدو واحداً من ثمارها التي تبقى على عطائها، و إن غدر الزمن.
رحل الخطيب إثر رحلة طويلة من العطاء المتميز. و يبقى حاضراً بيننا كأنه الثريا التي ما تزال على سطوعها و إن سطا عليها الظلام.
محمد علي الخطيب لن ننساك.. و ستبقى بيننا علماً يُضيء ليلنا الدامس، و قلماً نهتدي بحبره الأخضر الذي يبقى على نضارته و إن قسا عليه الزمن.