ثقافات بلا حدود لـ مي الرَّيحاني

Views: 222
كتاب جديد يروي قصّة فتاة
نشأت في لبنان خلال الفترة الذهبيّة
مي الريحاني
مي الريحاني

“ثقافات بلا حدود” هو عنوان الكتاب الجديد الصادر لمي الريحاني عن دار Authors’ Publisher   في الولايات المتحدة الأميركيّة… إنه قصّة امرأة لبنانية خاضت مواجهة قاسية لمفاهيم مسبقة كوّنها الغرب حول المرأة العربيّة.

والكتاب قصّة فتاة لبنانية نشأت في لبنان خلال الفترة الذهبيّة من مطلع خمسينيّات القرن الماضي وحتى العام 1975.

كان لبنان يُعتبر في تلك الفترة الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وكانت حريّة الصحافة تسمح بانتقاد رئيس الجمهوريّة وأي رئيس آخر من دون أن يتعرض الكاتب للملاحقة والسجن. يومها كان المسيحيون والمسلمون في لبنان يعيشون معًا بأمان وسلام لافتَين.

والكتاب أيضًا قصّة اكتشاف القواسم المشتركة بين الثقافات والحضارات.

التواصل الحضاري

عاشت المؤلّفة في فرنسا والولايات المتحدة الأميركيّة، وعملت في أكثر من أربعين بلدًا، واكتشفت أنّ القواسم المشتركة بين الحضارات هي أهم وأعمق من الاختلافات في ما بينها. وكلّما استوعب المرء تلك القواسم واعترف بها وأعطاها قيمتها ومكانتها، تجده يكتسب تدريجيًّا صفة المواطن العالمي.

يعالج الكتاب مسألة التواصل الحضاري بين العرب والأميركيين، أين يلتقيان وأين يفترقان. وتعتقد المؤلّفة أن الإقرار بقدرة استيعاب المفارقات بين الحضارات والثقافات يسهم بتبديد إمكانات الحروب، وبتعزيز فُرَص السلام.

وتتوقف المذكرات عند أهمية تعليم المرأة من حيث تحوّلها إلى قوّة اجتماعيّة ضاغطة وحجر الأساس لكلّ مشروع يهدف إلى تعزيز حقوق المرأة ودورها الفاعل في بناء المجتمعات وتقدّمها. والكتاب غني بالاستشهادات التي تختارها المؤلفة من تجاربها الخاصة في أفغانستان وباكستان واليمن والمغرب ومالي ومالاوي والكونغو حيث عملت الكاتبة في مشاريع تعليم المرأة وحيث ساهمت تلك المشاريع في التحوّلات الاجتماعية المرجوّة.

يأتي هذا الكتاب في الوقت الذي بدأت فيه دول أفريقية كنيجيريا وسواها بتعزيز مشاريع تعليم المرأة، وتمّ الالتزام بمثل هذه المشاريع في كلّ من أفغانستان، باكستان واليمن في السنوات الأخيرة. والكتاب، بهذا المعنى، هو مذكرات خاصة من خلال تجارب وخبرات تحمل طابعًا دوليًّا وبناء علاقات إيجابيّة بنّأة بين الدُوَل والشعوب.

جوائز عالمية

يذكر إن الشاعرة اللبنانية المقيمة في الولايات المتحدة، مُنحت «جائزة جولييت هوليستر» لسنة 2012، وهي جائزة تُمنَح سنويا لمن يعملون على تقريب التفاهم بين القيم الدينية في قطاعات التربية والعلوم والإعلام والفنون والبيئة والعدالة الاجتماعية.

وكانت قد فازت عام 2002 بجائزة سعيد عقل الثامنة عشرة بعد المئة على مجموعة “كلمات ملكات” صدرت لها في الولايات المتحدة، إضافة إلى فوزها عام 2008 بـ “جائزة جبران العالَمية”، التي يمنحها “برنامجُ جبران خليل جبران للقِيَم والسَّلام” لدى “مركز الدراسات التراثية” في جامعة ميريلند الأميركية.

وفي بيان الجائزة، كما أَصدره آنذاك مدير المركز البروفسور سهيل بشروئي، الرئيس/ المؤسِّس لـ”الاتّحاد العالَمي للدراسات الجبرانية”، أنّ “مي الريحاني، بين أبرز الخبراء الدوليين في تربية النساء وتعليمهن، هي رائدةٌ رؤيويةٌ حقّقت حتى اليوم إنْجازاتٍ كبرى لا في تعليم النساء وحسْب، بل في منابع تَحريرهِنّ إلى النموّ والتطوُّر. ومي الريحاني هي نائبة أُولى لرئيس “أكاديميا الإنماء التربوي” ومديرة “برنامج التعليم الشمولي” ومديرة مركز “حقوق الجنس البشري” في هذه الأكاديميا.

الى هذه الإنْجازات الدولية الباهرة، مي الريحاني شاعرةٌ ذاعت قصائدها في العالم العربي، وتَمَّت ترجمتُها الى لغات عدة، وهي نفَّذَت مشاريع ناجحة في المحافظة على الثقافة والحضارة في لبنان، موطنها الأصلي الذي وُلِدَت فيه ونشأَت، حتى انتقلت في مطلع السبعينات الى الولايات المتحدة لتعمل على توطيد العلاقات بين الشرق والغرب، رئيسةً سابقةً لفرع أميركا الشمالية في جمعية متخريجي الجامعة الأميركية في بيروت، والرئيسة الحالية لجمعية “من أجل لُبنان”، وركناً أَساسياً في العمل على نشر أعمال أمين الريحاني وجبران خليل جبران.

وتقديراً لإنجازاتِها الريادية في تربية وتعليم النساء عبر العالَم، ولِجهودِها في المحافظة على إرث الريحاني وجبران، قرّر “برنامج جبران خليل جبران للقِيَم والسَّلام” لدى “مركز الدراسات التراثية” في جامعة ميريلند الأميركية منْحَها “جائزة جبران العالَمية” 2008″.

كلام الصور

  • الشاعرة والأديبة مي الريحاني
  • غلاف الكتاب

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *