قراءات في سفر الحبّ الزغيبيّ (1)

Views: 934

شلقة ضو…قناديل الحنين…مزامير العشق..ثلاثة دواوين، أهداني إياها الصديق الصحافي الشاعر شربل زغيب، في يوم واحد. فتذكرت نخلة الأعرابي التي غلت عليه ثلاثة مواسم، في عام واحد.

دواوبن شعر فيها الشهد والعسل، الشوق والأمل، الحب والعشق المحتمل. أغرتني بالقراءة …والقراءة والتأمل. وبدأت بالعناوين.

شلقة ضو

في زمن العواصف، عادت إلى ذاكرتي، مع قراءة هذا العنوان، كيف “شلق” الجبل ،قرب النفق، في شكا، وأطاح بألحائط، قرب الطريق السريع  وغمرت الأتربة والصخور الطريق.

في زمن العواطف، “شلق “الضوء في وجدان الشاعر العاشق، ففاضت قصائده عشقا على طريق حياته الزوجية. وكان الديوان المهدى إلى زوجته السيدة أندريه. قصائد فبها الكثير من الدسم. أتربتها ملأت الصفحات، انسابت أريج وفاء، ودعوة إلى الصبر. فالشاعر عاشق في  قوافيه، والنوم يجافيه. ولكن نساء قصائده مهما تعددن يجتمعن في امرأة واحدة، سيدة القلب الأولى، أميرة الأشواق التي لولاها لم يكن شعر وإشراق.يقول،:

وبصوت عالي بصرخ بوجه الملا

   وبقول انتي الملهمه وما بستحي

وم وصلت لولا من عيونك ..للعلا

يا من إلي مجالات كنتي تفتحي

وما كان قلبي صهوة الحب اعتلى

لو ما هواكي نزل علي الوحي ( ص ١٠)

الصوت العالي بداية العاصفة. والصراخ دوي الرعد، قرع الطبول التي أسقطت أسوار أريحا. والعيون مطر غزير من العشق والشعر، فاضت به جوارح الشاعر الزغيبي وقريحته فرفعتاه إلى سماء الإلهام. وأمطرت سماء قلبه ما فجر الينابيع والسيول. وكانت “شلقة  ضو” . انهار جبل المشاعر في ذات الشاعر. اندفق إلهامه، شعره، قلبه على طريق حباته . عاد طفلا كبيرا يتأرجح على شعاع البوح، بلهو بالكلمات، “يتعمشق” بها في صعوده نحو قمة المشاعر الملتهبة. أصبح فارسا، صهوته الحب. والحب صانع المعجزات. به كان فداء الخلاص، وحي الروح، عبق القبامة.

“شلقة ضو”. …قراءة أولى في سفر الحب الزغيبي. تحولت الأتربة المنهارة ، بفعل خيمياء الحب إلى ذهب، والذهب إلى امرأة. عيارها من الذهب، قلبها الحب وهب:

واللي عشق مرة مرا متل الدهب

قمار الدني انجابوا إلو تيخونها

م يخونها بكل الدني وقمارها

أبيات طرزها الشاعر على الغلاف الخلفي للكتاب فعل إيمان لا ينهار، ولا “يشلق”. أساساته من أرض حراجل ، مقلع الإباء والوفاء.

وعلى صفحة الغلاف الأول، امرأة نورانية، في عريها قداسة، “تنشلق” من تزاوج النور والغيم، البخور والديجور. يداها تناجيان العلاء، وجهها نحو السماء. “شلقة” حب، نحو العلى، فعل تسام، رقصة فضائية، خارج حدود المكان والزمان.

(يتبع)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *