يوناني يكتب عن ثورة 1919 في صعيد مصر

Views: 830

مصر-حمدي البطران

(كاتب روائي وسياسي. عضو اتحاد كتاب مصر).

منذ أقدم العصور جاء اليونانيون إلى مصر مع الإسكندر المقدوني، أي قبل 330 عاماً قبل الميلاد، ومنذ ذلك الحين ارتبط اليونانيون بمصر ارتباطا وثيقا .

وعلى مدى أكثر من ألفي عام بلغت درجة التداخل والتفاعل بين الشعبين اليوناني والمصري درجة كبيرة .

ففي النصف الأول من القرن الماضي بلغ عدد اليونانيين في مصر مليوناً ونصف المليون. تعايشوا مع المجتمع المصري في مختلف نواحي الحياة في التجارة والوظائف الإدارية والصناعات والأعمال الحرة.

وكان من الطبيعي أن يكون بين هؤلاء أدباء وكتاب، ولعلنا لا ننسى الشاعر اليوناني المعروف كفافيس. الذي عاش في الإسكندرية فترات طويلة، قبل أن يغادرها الى موطنه.

منحوتة لإسكندر المقدوني

 

منذ أكثر من عشر سنوات وتحديدا في عام 2001 عثرت بالصدفة في أثناء تجولي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وفي الركن الخاص مكتبة الأزبكية  عثرت على كتاب صغير الحجم، تناولته. مكتوب على غلافه ستراتيس تسير كاس. وتحته في السطر التالي نور الدين بومبة . وكانت على الغلاف أيضا صورة خطية رائعة لمركب شراعي وأشجار النخيل. شدتني العلاقة بين الاسم الأجنبي والاسم العربي “نور الدين بومبة “، كما لاحظت أن الكتاب بدون ناشر، وقررت اقتناء الكتاب .

عندما عدت إلى  بيتي في ديروط أسيوط أهملت الكتاب مع عدة كتب أخرى كنت قد أحضرتها من المعرض.

وبعد فترة تصفحت الكتب ومنها هذا الكتاب، فوجد بالغلاف الداخلي إهداء من مترجم الكتاب يني ميلا خرينودي باللغة العربية إلى صديقي الكاتب والشاعر المعروف وحيد الطويلة، الإهداء بخط المترجم باللغة العربية، وبقلم حبر أسود، وخط رديء  ينم على أن المترجم لم يتقن الكتابة بالخط العربي، بالإضافة الى توقيع المترجم بلغته الأجنبية.

وبدأت أتصفح الكتاب فوجدته يتحدث عن ثورة 1919، ويسجل أحداثا وقعت في مدينتي التي ولدت أنا ولازلت أعيش فيها ديروط التابعة لمحافظة أسيوط . وعندما بدأت أقرأ وجدت ان الأماكن التي يتحدث عنها معروفة لدي، كما أن أسماء العائلات تم تحريفها لمنع الحرج . كما يذكر شخصيات كانت معروفة . قرأت الكتاب وكتبت عنه مقالة صغيرة نشرت في الملحق الأدبي لجريدة “الوفد”، نشرها صديقي الصحفي سليمان جودة .

غير أن الكتاب ظل بذاكرتي .

عاودت قراءة الرواية مرة أخرى في شهر مايو 2010 الماضي، بالصدفة أيضا بحثت في أحد محركات البحث عن أسم الكتاب والمؤلف والمترجم .

عثرت على أسم المترجم يني ميلا خرينودي في قوائم مطبوعات مكتبة دار مصر كمترجم لكتاب الفراشة التي خلفت وعدها عام 2004. كما أن يني ميلا خرينودي مؤلف كتاب “اليونانيون في السينما المصرية”.

كما عثرت على عنوان الكتاب في فهارس مكتبة الإسكندرية، بنفس البيانات مع إضافة أن الناشر هو [د. م. : د. ن، 19–]

مكتبة الإسكندرية

 

قراءة أولى

من القراءة الأولى تتحدث الرواية عن الفترة من 1919 والسنوات التي قبلها. المحور الرئيسي في القصة هو كفاح أهالي ديروط ضد الإنكليز أثناء مرحلة المد الثوري التي صاحبت ثورة 1919، ويرصد المؤلف في جملة الأحداث بين ما حدث في القاهرة مع زعماء الثورة ونفيهم، وما يحدث في ديروط، كما يتناول المؤلف أحداثا حقيقة وقعت بالفعل، ومنها حادث قتل عدد من الضباط الإنكليز كانوا في قطار متجهين ناحية القاهرة، وقد اقتحم الأهالي القطار عند ديروط وقتلوا الضباط ونزلوا في محطة دير مواس، وإثر ذلك أقيمت محاكمة عسكرية في مركز الشرطة، وتم إعدام عدد من الأهالي .

وكما جاء مقدمة الرواية يكتب المؤلف ستراتيس تسير كاس روايته أن القصة كتبت في عشرة أيام فقط خلال عام 1956، وفي فترة القلق التي أعقبت قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس لتصبح ملكية مصرية خالصة، هذا القرار الذي أغضب الدول العظمي . وفي تلك الفترة كان القلق يسيطر على المصريين بسبب التصريحات التي أطلقتها تلك الدول والتي هددت فيها بشن هجوم عسكري  على مصر لاسترداد القناة، وهو ما حدث بالفعل .

ويسجل لكاتب الرواية موقف في غاية الحب للمصريين، وهو اشتراكه مع عدد من المثقفين اليونانيين ومنهم الدكتور إراكليس ماسخا، والرسام ارسوميني انجلوبولوس في توجيه نداء إلى المثقفين الإنكليز والفرنسيين بمنع العدوان والاعتراف بالحقوق السيادية للشعب المصري على قناته البحرية .

مقدمات الثورة وأحداثها يرويها لنا الكاتب من خلال البطل نور الدين بومبة، وهو مواطن مصري يعمل نوتي على مركب شراعي يملكه، وينقل به البضائع من خلال النيل وترعة الإبراهيمية، وفي تلك الفترة كانت المراكب الشراعية هي وسيلة النقل الوحيدة بين مختلف محافظات الصعيد .

يعجب نور الدين بومبة بفتاه يراها مصادفة في إحدى القرى المجاورة للترعة التي يمر بها مركبه  في ديروط التي تقع ساحل ترعة النوبارية، واسم الترعة مستعار أيضا، يتكلم مع الفتاه، تعجب به، ويعجب بها، يرفض والد الفتاه أن يزوج ابنته لنور الدين لأنه بحار لا يستقر في مكان . وفي المرة القادمة يتوقف نور الدين بمركبه، تأتي الفتاة عند الترعة يأخذها نور الدين ويهرب بها، فيما ترسل الفتاه لوالدها أنها تزوجت نور، يرفض والد الفتاه أن يعترف بزواجها . تقترب ثورة، يتعرف نور الدين على احد العمال اليونانين ممن يعملون في محلج للأقطان، وبقوم بتشغيل الماكينة الرئيسية، العامل يعتنق بعض الأفكار التقدمية، ومعه عامل قبطي آخر، وعندما تندلع الثورة، ينضم اليوناني والقبطي إلى  الثورة ومعهم الباشا وشقيقه، وعدد من الأهالي، يقوم مفتش الري الإنكليزي بمنع المياه عن الترع، فتصاب الأراضي الزراعية بالجفاف وتجف الترعة، فلا يتمكن نور الدين من الإبحار بمركبه..

استعان الكاتب بأسلوب جديد، هو الأسلوب الصحافي، أي الاستقصاء والبحث، حيث يستمع الكاتب الى حديث شخص عن بعض الأحداث، وفي نفس الوقت يحكي عن تجربته .

الراوي كان يعمل ميكانيكيا، حيث كان يهتم بالماكينة الرئيسية التي تدير المحلج، وهو يعيش في الدينة التي جعلها مسرحا لأحداث الرواية، لأجل هذا فهو علي معرفة شخصية بأبطال قصته، ما عدا بعض الشخصيات التي لم تكن موجودة بديروط .

وبتلك الطريقة التي أتبعها الكاتب نستمع منه الى وجهتي نظر في الأحداث هما :

  • وجهة نظر الكاتب التي يسوقها من خلال حديثه كمتكلم، وهي وجهة نظر المثقف الذي يرى الأمور على نحو قد يختلف مع الآخرين .
  • وجهة نظر الأخرى من محدودي الثقافة لبعض شخصيات الرواية من العمال والفلاحين.

تحليل دقيق

الرواية تعد تحليلا دقيقا للحالة الاجتماعية في منطقة من مناطق الصعيد،. وفي زمن محدد في فترة الثورة المصرية عام 1919 والفترة التي تلتها وبعض الأحداث التي أعقبتها، مما ينم عن دراية كاملة بهذا الوقع الذي لا يجيد التعبير عنه إلا من عاش وعاصر تلك الأحداث، وأتيحت له فترة كافية لتقدير تلك الأحداث وإعادة صياغتها.

يتحدث الكاتب عن العامل اليوناني البسيط بوليفيو الذي ينضم إلى  الأهالي في ديروط وثورتهم ضد الإنكليز، كما انه ينتقد اليوناني روزاكيس صاحب المحلج، كان روزاكيس قد استورد ماكينات المحلج  من هيجلار الألماني، وعندما شاهد بوليفيو الماكينة هام بها عشقا، وطلب من هيجلار العمل على الماكينة لدي روزاكيس . وهنا قال هيجلار لروزاكيس : اسمع، إنني أعطيك عبدا وليس ميكانيكيا، وكان الأجدر به أن يكون هو صاحب الماكينة، سوف آتي مرة أخري لكي أرى الماكينة فيما بعد، حذار أن تستغل هذا الرجل الآن، وتفرق بينه وبين الماكينة فيما بعد، إنك تاجر، وتبيع حتيى روحك، أينما ذهبت هذة الماكينة يذهب بوليفيو معها.

وجهة نظر الكاتب الأجنبي هي تأكيد على أن نضال الشعب المصري في ثورة 1919 لم يكن نضالا مصريا، ولكنه كان نضال كل الشعوب المتطلعة الى الحرية والمحبة والسلام .

رؤية أجنبية

تعد الرواية بمثابة رؤية أجنبية لكاتب أجنبي عاش في مصر، ينتقد الاحتلال البريطاني بكل مساوئه . ويرفض الاستغلال الأجنبي، حتى لو كان هذا الاستغلال من جانب أجنبي يوناني مثله . ونراه ينتقد الرغبة المحمومة للمال عند قلة من اليونانيين الموجودين في مصر، وينحاز الى اليونانيين من العمال البسطاء .

لقد تمكن المؤلف ستراتيس تسير كاس من رصد منظومة الظلم في مدينة ديروط، كمدينة نموذج دال على كل مدن مصر، رصد المؤلف المنظمة التي تشمل كل عوامل الشر التي كانت تهيمن على أقدار الناس في تلك المدن، والتي تتكون من : الباشا صاحب الأرض والنفوذ، العمدة وأسرته كمراكز للقوي في المدن والقري، صاحب المحلج الأجنبي المستغل، وهنا لا يتورع المؤلف ستراتيس تسير كاس وهو يوناني أن يجعل صاحب المحلج يونانيا، ثم الإنكليز .

كل هؤلاء ربطتهم مصالح مالية معا، وتعاونوا معا ضد الفلاح .

يختار المؤلف بطلا من الشعب . يتعرض للظلم عندما يحاول أن يبني له مركبا ليبحر في النيل وينقل الناس والبضاعة، وعندها تتعرض له عائلة كماني عمدة المدينة . وعندما يجد نور الدين أن سليم شقيق العمدة يصدر أوامر للعمال الذين يصنعون المركب، يدور حوار بين نور الدين بومبة صاحب المركب و سليم شقيق:

  • ماذا تفعل هنا، لا أريد لأحد أن يعطي الأوامر لصناع مركبي .
  • أنت مخطئ، ليست هذة مركبك، إنها مركبنا .
  • ماذا تعني ؟
  • نصفها ملكي، وربعها ملك للعمدة، والربع الآخر لك .
  • لماذا كل هذا،؟ هل تأخرت عن سداد الضريبة، أو أي شيء آخر؟
  • هذا لا يكفي، مركبك تضر بأعمالي، وبما أنقله بجمالي .وما قلته لك سيتم .

يعود نور الدين مقهورا إلى زوجته، ويخبرها بما حدث فتقول له :

  • إنهم ضبع ويمتصون دماء الناس .
  • وهل بقي للناس دم ؟ قفص البلح الواحد يطرح في الأسواق، فيأخذون نصفه لأنفسهم .
  • وماذا ستفعل ؟
  • سأذهب إلي الباشا .

بالفعل يذهب نور الدين الى الباشا، ولكنه لم يتمكن من مقابلته، وعندئذ يستعين بصاحب المحلج روزاكيس ليتمكن من مقابلة الباشا .

كان روزاكيس يتناول القهوة مرة في الأسبوع مع الباشا في منزله، وكان الإنكليز قد رفضوا أن يعطوه رتبة الباشوية، فقد كان وفديا، وكانا يتحدثان في أمور السياسة، وكان روزاكيس يتذكر ما فعله الإنكليز بوطنه كريت، وكان يتحدث عنهم بغيظ، وكان الباشا يتحدث أيضا عن احتلالهم لمصر .

كان روزاكيس في منزل الباشا عندما سمح لنور الدين أن يقابله، وأشار روزاكيس الي نور الدين وقال :

  • هذا رجل نشيط .

وعندئذ يسأل الباشا نور الدين الذي وقف مطأطئ الرأس :

  • أنت يا مركبي، ما الذي أتى بك إلى هنا ؟

عندئذ عرض نور الدين مشكلته مع عائلة العمدة الذين استولوا على ثلاثة أرباع مركبه، ويقول له الباشا :

  • إنك مجنون، هل تريد أن تغير نظام العالم، أتيت الى هنا لتحكي عن المركب، إذهب الى العمدة .

وعندما يتكلم روزاكيس صاحب المحلج مع الباشا عن نور الدين الذي طلب الحماية من الباشا، يقول له الباشا :

  • أنت ترى أنني لو استجبت لرغبة هذا الصعلوك سوف أمس النظام بالتغيير، وسوف ترسل عائلة العمدة صرافا إلى محلجك، وتحصل منه خراجا عن كل بالة قطن .
  • أهم شيء يا باشا أنك لست ظالما، وأنا أوفقك على أنه يجب مراعاة النظام العام، وتتحدث مع كبير عائلة العمدة .
  • مثل من ؟
  • الإنكليز .
  • الإنكليز هم الذين يرتبون كل شيء، إنهم يتركون أمر الطرق والنقل الى عائلة العمدة كي تكسب السكة الحديد، أو بعبارة أخري، يذهب الإيراد الى جيوب أصحاب البنوك، وإلى بطون ذوي السراويل الحمر الذي ربضوا على أعناقنا، مفتش هنا، ومفتش هناك، فلا يستطيع أحد أن يلتقط أنفاسه .

وعندما لم يتمكن نور الدين من الحصول على حقه بواسطة الباشا، نصحه رواكيس بأن يذهب الى الإنكليزي في أسيوط .

وعندما تعلم عائلة العمدة بذهاب نور الدين الي الباشا، وعرفوا أنه ذهب ليشكو، وعندما انتهى العمال من صناعة المركب، ذهب نور الدين الى إدارة الري لترخيصه، فأخبروه أن مستر كوكس مفتش الري الإنكليزي . وأخذوه الى هناك، الى مستر كوكس في قصره في أسيوط، وعندما شاهده مستر كوكس أنهال عليه ضربا، بعد أن أمسكه  اثنان  من الحراس السوادنيين . وعندما أحكموا وثاقه، أخرج مستر كوكس من مكتبه مقصا وقص به شارب نور الدين، ورماه علي الأرض، ثم داسه بقدمه، ثم طلب مستر كوكس من حراسه أن يرموه خارج القصر،  وأخرج منه قطعة طمي وضعها مكان الشارب، ثم لف حول وجهه كوفيه ليخبئ مكان الشارب المنزوع .

بعد تلك الحادثة اختبأ نور الدين ولم يظهر .

وعندما بدأ موسم حلج الأقطان ظهر نور الدين في المحلج عند صديقه هيجلار ميكانيكي المحلج ، وبات هناك ليلة، وفي أثناء الليل أخذ حصانًا من إسطبل المحلج، وانطلق به، وعاد بعد ساعتين، وقد شاهدة هيجلار وهو يدخل الإسطبل وهو عار فوق الحصان، وفي يده سكين ملوثة بالدماء، والحصان يلهث من شدة العدو . وأكمل ليلته حتى الصباح، وفي الصباح أصطحبه هيجلار الى محطة القطار وهناك ركب القطار.

فجأة يجد الأهالي في أسيوط مفتش الري الإنكليزي مقتولا في استراحته، يتمكن اليوناني صديق نور من اكتشاف أن نور هو الذي قام يتلك المهمة. ويبدأ بعض المثقفين من الأهالي ومعهم بعض المحامين في شحذ همم الناس على الثورة، ويقوم بعض الأهالي ببعض العمليات ضد الإنكليز والعمدة الظالم، وتنسب كلها الى نور الدين بومبة، الذي أصبح رمزا للمقاومة النضال، وعندما تقع أي عملية ينسبها الأهالي الى نور الدين بومبة، وذات يوم يقتحم الإنكليز بسفنهم الحربية القرية التي يعيش فيه نور الدين بومبة على  ضفاف النيل، ويقتلون الرجال، ويغتصبون النساء ومن بينهن زوجة نور الدين، كما يقتل أبناء نور الدين، تذهب الزوجة بعارها الى أبيها، ويفتح لها بابه، وسرعان ما تندلع الثورة وتأتي بواخر حربية تقصف قري ديروط الواقعة على النيل، وتموت زوجة نور الدين ، ويتفق الأهالي على قتل الإنكليز المتجهين إلى القاهرة في القطار، وبالفعل يشعلون النار أمام القطار حجتي يتوقف، ثم يدخلون ويقتلون الضباط، وعندما تعلم السلطات تقوم بعمل تحقيق ومحاكمة صورية . ويتم القبض عل ينور الدين بومبة ويعدم في سجون أسيوط .

الرواية في كتاب صغير الحجم، ولكنها مركزة تركيزا شديدا، ومليئة بالأحداث، وكتبت بأسلوب جذاب . غير أن الطباعة العربية بها بعض الأخطاء التي لا تخل بالسياق العام .

وكنا نتمنى أن تتولى الهيئة العامة للكتاب أعادة طبع الرواية . في الذكري التسعين لثورة 1919، غير أن ذلك لم يحدث ونتمنى أن يتدارك القائمون على الهيئة للكتاب أمر تلك الرواية لإعادة طباعتها.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *