القطط أكلة الجبنة

Views: 340

جوزف أبي ضاهر

حين يضيقُ أفقُ الكلام، ويُهان الصحيح والصريح منه، نهرب إلى الأمثال، وهي في العالم أجمع، تأتي بالعِبَر، لمن صمّم على تغيير الحال فاعتبر، ومن لم… فالتعبير من المحال في مطلق الأحوال.

يقول أحد الأمثال، وهو صِيغَ قصةً:

إنه في يومٍ من الأيام، وفي جزيرة بين جزر كثيرة، لها شبيهات في العالم، عَقَدت القططُ مؤتمرًا للبحث عن «أكلة الجبنة»، أيّ نوعٍ من الجبنة… الشهيّة مفتوحة والمذاق يُغري.

أكلة الجبنة و«غيرهم»، ممن فُتحت شهيته عليها، بعدما سمع ورأى بأم العين، وأدرك بالمحسوس والملموس أن صعوبة المذاق تَسهل بعد أوّل قضمة، ثم يمشي الحال، وتترتب الأحوال، وتصبح المحاسبة من المحال، مهما ارتفعت الأصوات، وقد اعتُبرت نشازًا، إذا كان هناك، وهنا، مَن يسمع، ولن يسمع.

قبل المؤتمر نُبِّه كبير القطط (وعندهم غير كبير) بضرورة غسل الأفواه من رواسبَ قد تفضح. فاضطر بعضها إلى ابتلاع، ولو غصبًا عنه، لكثرةِ ما أكل، نوعًا من النعناع الذي يُطيّب الأنفاس.

… ولم يُصلح المذاق ولا العطّار ما أفسده الدهر… والجشع، وما حصل قد حصل، واستمر ويستمرّ.

المهمّ أن القطط المشاركة في المؤتمر، اتّفقت بعد طول «خِنَاق وعِناقِ» على أن يتم التقاسم بينها بالتساوي خدمة لـ «ميثاق» أُلصقت به صفة شرف فَذُلَّ الشرف.

… ومن له أذنان كبيرتان، وذرّة حياءٍ، فليسمع ويعِ.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *