رحم الله صائب بك

Views: 348

جوزف أبي ضاهر

راجت الوقاحة، وأصيب الاحترام بالكساد. مَن يشتري: «على أونه على دوه…». البورصة فُتحت على مزادٍ في أسهم الشتم والاتهامات على أنواعها، بعد سقوط اللياقات في تعامل «كبار القوم» مع بعضهم بعضًا.

«كبار؟» لا. فالذي «فقّس» من بيضة فاسدةٍ، بعد ما سُمّي انتخابات، حمل دلوه وسكبه في الشارع… في البلاد بأكملها… وكانت في الدلو كميّات من فساد الكلام، ما جعل الشتم يُصاب بالتقيؤ على ذاته، فزحّط ذاته، ومطلقه، ومَن لفّ لفّه، ومَن حَماه، ومَن دفعه، ليُزحِطَ البلد بأكمله في أتون بشاعات معظم أهل السياسة.

قلّة أشاحت قرفًا، وحزنًا على ما وصلنا إليه.

في السنة السبعينيّة من القرن الماضي، وكان الرئيس شارل حلو يودّع مرحلةً من السلطة، أعلن الرئيس كميل شمعون، الخارج وفريقه «الحلف» من نجاحات نيابيّة، بعزمه على الترشّح ثانية لتسلّم مقاليد الرئاسة.

رفاقه، وأهل المعرفة، أدركوا أنه يمارس لعبة، قد تكون ديمقراطيّة، ولكنّها ليست موفورة النتائج، أية نتائج.

سياسيّ بيروتي، كان نائبًا لدورة وحيدة، هبّ رافضًا، ومنتقدًا بأسلوب نفر منه مَن سمعه. وصف شمعون: بـ «انه هواء أصفر!». فما كان من رئيس الحكومة السابق صائب سلام (وكان مناهضًا سياسة الرئيس شمعون)، إلى أن اتصل بالنائب السابق معاتبًا وقال له بالحرف (حسب الصحف يومها): «عيب عليك، كميل شمعون كان: رئيسًا للبلاد… ومن اللياقة، التي يجب أن تمثّلك، أن تضبط لسانك عن قولةٍ، لا تليق بأي سياسي مهذّب».

هذا ما كان… ولم نسمع بما يشبهه في هذا الزمن الأرعن، الممهد لانتشارٍ كثيف لشتّامين في مختلف القطاعات، ضمن جمهورية التعايش، الذي سيظل تعايشًا، ولن يصبح عيشًا.

اللهم، اجعل توقّعي خارج الحقيقة، ولو اتُهمت بالأبشع من كلام أهل السياسة في حق بعضهم بعضًا.

Email:[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *