د.مهى جرجور مبددة هواجس طلاب الماستر: الإشراف رسالة والجدة مطلوبة

Views: 1663

معاناة غالبية الطلاب مع المنهج

ناتجة عن الضعف  باللغات الأجنبية

 

أ.د.أنور الموسى

تشهد مرحلة الماستر في قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة اللبنانية إقبالا طالبيا ملحوظا… في وقت تثار جملة من الاستفسارات والهواجس عند الطلاب لجهة وجود سياسة تقليل الأعداد، وتأخر بعض المناقشات، والتضييق على طلاب الماستر المهني في متابعة التحصيل، واستحداث شروط جديدة على الرسائل… ناهيك بمشكلة المنهج والمواد وإلزام الطلاب بمحاور بحثية معينة، ومصير الطلاب الذين لم يناقشوا رسائلهم أمام اللجان الماسترالية، والمدة النهائية لتقديم المخططات…

وحتى تنكشف الصورة بشكل جلي، كان لمجلة إشكاليات فكرية هذا الحوار الصريح مع أ.د.مهى جرجور منسقة اللغة العربية في الماستر منذ عام 2016 ، ومنسقة الوحدة البحثية في مركز الأبحاث في الكلية، وعضو في الفرقة البحثية في المعهد العالي للدكتوراه، فضلا عن مهام أخرى في الجامعة.. ومؤلّفة عدة كتب نقدية وقصصية..

من هي د. مهى جرجور الباحثة والمؤلفة والأكاديمية؟

امرأة مناضلة من رميش الجنوبية، أستاذة جامعية ومنسقة اللغة العربية في الماستر في عمادة كلية الآداب منذ عام 2016 ومنسقة الوحدة البحثية في مركز الأبحاث في الكلية، وعضو في الفرقة البحثية في المعهد العالي للدكتوراه. أعمل في لجان عديدة في عمادة الآداب منذ سنوات طويلة: تطوير المناهج والمعادلات وقبول مشاريع الرسائل في الماستر والمحاور البحثية والجودة وغيرها. أشرفت ولا أزال على عدد من رسائل الماستر وأطاريح الدكتوراه، ومؤلّفة عدة كتب نقدية وقصصية، معتمدة في عدد لا بأس به من المدارس اللبنانية في مختلف المناطق.

ماذا يمثل لك البحث والتأليف والإشراف؟ وما أبرز مؤلفاتك؟

البحث هو نمط حياة أطبقه بشكل يومي، والتأليف ، هو طريقي إلى التواصل مع الآخر، ونقطة الوصول الى عقله وقلبه، لأني أؤمن بتأثير الكلمة ودورها في بناء الإنسان على اختلاف انتماءاته. أما الإشراف فأراه عملاً- رسالة، لأننا به نعدّ الباحثين والأساتذة الجامعيين ليتولوا هذه المهمة يومًا ما، خاصّة في مرحلة الدكتوراه. ومن هذا المنطلق، أشعر بمسؤولية عالية تجاههم، وأتابع معهم أدقّ التفاصيل المتعلّقة ببحوثهم، من حيث الشكل والمضمون.

من أبرز مؤلفاتي النقدية: الدلالة الثانية – قراءة في شعر محمود درويش، طفلي ماذا أقرأ له؟، والأدب في مهب التكنولوجيا.

ومن مؤلفاتي الإبداعية: دخلت في التجربة(رواية)، بيت على الحافة(مجموعة قصصية)، سلسلة لم نعد صغارًا- ست قصص (12-16 سنة) وسلسلة كن صديقي- ست قصص (7-9 و 9-12 سنة).

د. مهى جرجور ود. أنور موسى

 

بوصفك منسقة لجان الماستر في تخصص اللغة العربية وآدابها.. كيف تفسرين الإقبال الكثيف من الطلاب اللبنانيين والعرب سنويا على الماستر في تخصص اللغة العربية وآدابها؟

الإقبال على الماستر في اللغة العربية في جزء منه هو رغبة وشغف عند الطلاب، وفي جزء آخر، هو باب للترقي الوظيفي والتميّز العلمي. ناهيك أن فريقًا منهم يقبلون عليه لأن بعض المدارس الخاصة تطلب منهم تحصيل أربع سنوات بعد البكالوريا – القسم الثاني.

ما معايير قبول المشاريع في التخصص المذكور؟ وهل من معايير جديدة مؤخرا؟

معايير قبول المشاريع محددة في ورقة منشورة على موقع عمادة الآداب، حددتها بشكل واضح لجنة قبول المشاريع ، ووضعت دليلًا مفصّلا لكل نقطة من نقاط البحث ومعايير جودتها. ومن أهمها وضوح الأهداف وتقديم النتائج الجديدة، وتقديم مقاربات جديدة.

هناك من يشيع وجود سياسة تقليل الأعداد المقبولة في الماستر.. ما ردك…؟ ألا يشكل ذلك دعما للجامعة الخاصة؟

ليس على حدّ علمي، المطلوب تجويد البحث ورفع المستوى، وهذا يتمّ من خلال توجيه الطلاب نحو مصادر المعرفة المناسبة، وإكسابهم مهارات البحث ومهارات التعلم الذاتي.

ما سبب استحداث لقاء مع طلاب الماستر قبل المناقشة؟ ألا يعد ذلك انتقاصا من وظيفة المشرف؟

تقصد الجلسات الماسترالية؟ هي جلسات مساعدة للطلاب ، “بروفا” للمناقشة، يكون التركيز فيها على الحوار والتفاعل، والهدف تدريب الطالب على مناقشة عمله بالفصحى أمام لجنة من الدكاترة ومجموعة من الطلاب، من جهة، وإفادة الطلاب الحاضرين من الملاحظات التي تُدلى، وتدرّبهم على طرح الأسئلة ومناقشة زملائهم، من جهة أخرى. والجانب الأخير لا يتوفر لهم في أثناء مناقشة الرسائل العادية. وهذا يكمل عمل المشرف، والمشرف مدعو إلى المشاركة في هذه الجلسات إذا سمح له وقته. والزملاء المشاركون في هذه الجلسات يقدمون وقتهم وخبرتهم لتشجيع الطلاب، وهم مشكورين على ذلك.

 

ما مصير الطلاب الذين لم يخضعوا للجان “الماسترالية” قبل المناقشة سهوا أو بسبب عدم علمهم؟ وهل من لقاء قريب للاستدراك؟

أصدر عميد الكلية أحمد رباح تعميمًا حدّد فيه إلزامية هذه المشاركة ، وأعلنا للجميع عن آلية التسجيل في هذه الجلسات، وسنعاود الإعلان والتذكير، ويمكن لأي طالب راغب أن يتصل بي عبر الواتسب لأسجل اسمه، كوني منسقة اللجنة، وأقوم بتنظيم الجلسات بشكل يناسب جميع الأطراف المعنية.

ما بواعث تحديدكم محاور بحثية لينجز الطلاب مشاريعهم بموجبها؟ ألا يتنافى ذلك وحرية البحث العلمي؟

البواعث الأساسية عديدة: منها، حاجة الجامعة إلى دراسات في مجال معين وتاليًا، تحضير باحثين وأساتذة مستقبليين يشتغلون في اختصاص دقيق دون غيره. توجيه الطلاب نحو محاور بحثية مستجدة تكون غائبة عنهم، وإبعادهم عن المواضيع التي نشأوا عليها وتملأ المكتبات، ويصعب إيجاد جديد فيها. وكلها بواعث تصبّ في مصلحة الطالب والبحث العلمي. وهذه المحاور قابلة للتعديل كل سنتين أو كلّما وجدت اللجنة حاجة إلى ذلك.

ما الفرق باختصار بين الماستر المهني والبحثي ومجالات عمل المهني؟ ولم لا يدمج المساران..؟

الماستر المهني هو ماستر مستقل تمامًا عن الماستر البحثي ، هو ليس بمسار! وهذا خطأ شائع بين الطلاب.

هو ماستر يتضمن مقررات مشتركة مع الماستر البحثي، ولكنه يختلف عنه من حيث المفهوم والأهداف.

فالماستر المهني في اللغة العربية يعد الطلاب للعمل في سوق العمل، ونحن في اللغة العربية وآدابها يتوجه طلابنا للعمل في دور النشر واعداد البرامج والمشاريع الثقافية والتدقيق اللغوي. أما الماستر البحثي في اللغة العربية وآدابها فيعد باحثًا بكل ما تعنيه الكلمة ويسمح لهم اكمال دكتوراه. أضف إلى أنّ النظام الداخلي في الكلية سمح للحاصلين على معدل 11 من 20 التسجيل في الماستر المهني، وفرض على الراغبين في استكمال الماستر البحثي أن يكونوا حاصلين على 12 من 20.

ثم الماسترات المهنية هي قيمة مضافة في مناهجنا لأهميتها في عالم متغيّر، كونها تربط الطلاب بسوق العمل، وتسمح لهم بتطويرمهاراتهم العملية. وهذا التوجه هو توجّه عام على مستوى الجامعات العالمية كلّها، وفي كل التخصّصات تقريبًا.

ما أبرز محاور الماستر مهني؟ وهل يجوز للطالب في الماستر مهني تسجيل مشروع بحثي إن كان ضليعا؟

وضعنا مجموعة من محاور الماستر المهني، وهي منشورة أيضًا على موقع العمادة ومنها:

  1. إخراج النصوص في الصحف (الورقية والالكترونية) ودوره في توجيه الخطاب الإعلامي ومضامينه.
  2. دراسة الفضاء الإعلامي للغة العربية في عصر العولمة وتوجهاته(في الصحف والمجلات الورقية والالكترونية، في البرامج المتلفزة، الإذاعة…).
  3. التخطيط للتعليم المدمج وتصميم دروس إلكترونية عربية لمراحل عمرية محدّدة (صفوف افتراضية).
  4. دراسة واقع المكتبات الرقمية العربية وطرق تحديثها.
  5. تصميم مواقع – مكتبات – متعدّدة الوسائط، تمثل مصادر غنية لتعلّم العربية، تنظم فيها مواد لغوية وأدبية يفيد معلّم ومتعلّم العربية منها في مراحل تعلّمه اللغة العربية، بشكل يتوافق مع منهاج وزارة التربية والتعليم اللبنانية.
  6. تصميم مواقع خاصّة بالأدباء والشعراء العرب، أو مواقع خاصّة بعصور أدبية أو فنون أدبيّة أو أنطولوجيات موثّقة (نصوص الموت- الطفل- الحبّ عبر العصور …).

وبالتأكيد لا يجوز للطالب في الماستر المهني تسجيل مشروع بحثي حتى لو كان ضليعًا.

 

هل يجوز للطالب مسار أدبي تسجيل موضوع لغوي أو العكس في حال كان ملما..؟

أيضًا لا يجوز، لأنّ منطلقات البحث في كل منهما تختلف باختلاف المدونة ومنهج العمل.

تعد قضية المنهج من القضايا التي يعاني منها الطلاب والمشرفون..ما السبب برأيك؟

السبب الرئيس ضعف الغالبية باللغات الأجنبية من جهة، وميل بعض طلاب الآداب الى الكتابة بأسلوب إنشائي من جهة أخرى.

هناك من يرى أن المشكلة في المواد التي لا تكثف مواضيع المناهج.. ما رأيك؟ خصوصا ان بعض المواد المنهجية اختيارية كعلم النفس الأدب؟ مقابل وفرة مواد الحضارات في المنهاج؟

أوافقك الرأي إلى حد بعيد، لذلك قمنا بتعديلات جوهرية في مناهج الإجازة والماستر في الآونة الأخيرة، إذ خففنا من عدد المقررات المخصص للحضارات، وكثفنا مقررات الأدب والعلوم الإنسانية، واللغة والعلوم الإنسانية، والمناهج النقدية، ونقد النقد العربي وغير ذلك من المقررات الأساسية والتي جعلت إلزامية لتنمية الفكر النقد والحس النقدي عند الطلاب.

لم تصفى أعداد الطلاب الذين ناقشوا رسائلهم في مرحلة الدكتوراه؟ ألا يشكل هذا دعما للجامعة الخاصة؟

يتم بقرار من مجلس الجامعة تحديد عدد المقبولين سنويا في الدكتوراه بشكل يتلاءم مع حاجات الجامعة وسوق العمل. وهذا الأمر متّبع في جامعات العالم . وقد تستفيد منه الجامعات الخاصة،(بشكل أو بآخر) ولكنه تدبير ضروري في هذه المرحلة للتخفيف من أعداد الخريجين الكبير.

يشكو طلاب المهني من أن فرصهم بالدكتوراه وقبول مشاريعهم متدنية. ما السبب؟ وما ردك؟

أنا أرى ان الماستر المهني في اللغة العربية هو تخصص ينفتح على أكثر من اختصاص، وهو بالتالي ماستر مهم يفتح آفاق الطلاب ، وتحضير مشاريع الدكتوراه المهني ليس بالأمر السهل، لأنّ نوع مشاريعهم يختلف عن المشاريع البحثية، وفي غالبية الأحيان يحتاج تنفيذها الى دعم مادي، وهذا غير متوفر في الجامعة بحسب قوانينها. ثمّ مسألة قبول مشاريعهم هذه عائدة إلى إدارة المعهد العالي ولسياسته الخاصّة.

لم يطلب من طلاب الماستر تغليف الرسائل بعد المناقشة؟ وهل المطلوب جعل أبحاثهم مثالية بلا شوائب؟

اتّخذ هذا التدبير في الماستر في السنوات الأخيرة، وهو أمر جيد ، إذ يتمكن الطالب من تصحيح عمله، وجعله خاليًا من أي شائبة ، ولاسيّما على مستوى اللغة، وذلك بعد المناقشة والاستماع إلى ملاحظات المناقشين. والمثالية مطلوبة، والجودة مطلوبة في كل جوانبها.

ما ثغرات الأبحاث بشكل عام في الماستر؟ وكيف تصفين المستوى اللغوي للرسائل؟

الثغرات متنوعة ومختلفة، منها على سبيل المثال:

– خلو بعضها من الإشكالية، وضعف بعضها في بناء الفصول؛ فتأتي الإشكالية في مكان، والفصول والمعالج فيها في مكان آخر. أضف الى أن بعضهم يشيرون إلى اعتمادهم منهجًا معيّنًا ولا يتعمّقون في آليات تطبيقه، ما يُحدث خللا في هيكلية البحث.

– غياب الخيط الرابط بين العنوان والإشكالية وبناء الفصول والنتائج، وغرق بعض الطلاب في الاقتباس.

-عدم وضوح الأهداف في بعض الأحيان، والسقوط في الأبحاث النمطية التي لا تظهر خصوصية العمل.

فرسالة الماستر، كما أقول لطلابي دائمًا، هي نسيج متكامل، وليست عبارة عن فصول مستقلة، فكل فصل يجب أن يُبنى على نتائج الفصل الذي يسبقه، وهكذا دواليك.

بالنسبة الى المستوى اللغوي فهو مختلف بين الجيد جدًا والمقبول ، بحسب الطلاب ، ونحن نركز دائمًا على اللغة وضرورة إتقانها ، ولاسيما لجهة تمييز الأخطاء الشائعة التي باتت منتشرة ومنثورة في كل مكان والعمل على تفاديها.

ما سبب تأخر مناقشات الطلاب هذا العام؟ وما الموعد النهائي لتقديم المخططات والرسائل؟

ربما الإضراب الطويل بطأ آلية العمل قليلاً، ولكن بشكل عام لا تأخير على المستوى الإداري. أما المواعيد النهائية لتقديم الرسائل والمخططات سيصار الى تحديدها قريبًا، ونشرها على موقع العمادة الالكتروني.

ما كلمتك الأخيرة لطلاب الماستر والدكتوراه؟

البحث عن التميز في الأبحاث وتقديم الجديد هما من الأمور الأساسية في كل بحث. فليبتعدوا عن الأبحاث النمطية والمكررة، وليبحثوا عن الفريد والمختلف ليكونوا على مستوى المنافسة العالمية.

****

(*) مجلة إشكاليات فكرية.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *